بسم الله الرحمن الرحيم
لا أريد ضرب أمثلة لكي لا تذهب المناقشة حولها فقط
هل الصفح والعفو محمود في كل المواقف أم أن هناك مواقف يكون الصفح والعفو فيها خطأ و في غير محله
لا شك أنه يوجد خصوصاً إذا غلب على الظن أن العفو والصفح سيؤدي إلى مفسدة أعظم
فمثلا :
تهجم على بيتك رجل مجرم يريد القتل والسطو ، ثم استطعت السيطرة عليه ، هنا ليس من الحكمة أن تصفح عنه وتطلقه ، وإنما عليك الإبلاغ عنه ، لأنك لا تدري فقد يكون ملاحق بجرائم سابقة ، وربما لو أطلقته لغدر بك ، أو ذهب ليرتكب جريمة في بيت جارك.
عندما يتعلق الأمر بحقوق الغير ، فمثلا لديك شخص تحت رعايتك أو مسؤوليتك كابن أو موظف ثم جاءك من يشتكي منه أنه تعرض لأذى ، فلا يجوز أنت أن تصفح عنه ، مالم يسامحه المشتكي لأنك بهذا الفعل تكون قد تجاهلت حق المقابل .
أمثلة تتعلق بالمصلحة العامة أو المصلحة الجماعية ، مثلا يوجد ولد مشاغب في المنزل يتطلب التأديب لأنه يسبب قلق وإزعاج لأهل البيت ، فليس من الحكمة أن تصفح عنه دائماً لأنه قد يتمرد أكثر فأكثر ويزداد شغباً و إزعاجاً بعد أن اطمئن أن صاحب السلطة في البيت لن يفعل له شيئا وسيسامحه دائماً.
خذ مثال : عندما يتعلق الأمر بالحدود
( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ) النور (2)
الشاهد : وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ
وذلك للحفاظ على صحة المجتمع و المصلحة العامة من منع فساد المجتمعات ، علماً أن المذنب قد يكون تاب توبة نصوحة وأصبح كسير القلب ، لكن هنا الأمر ليس متعلق بتصرفنا حياله لوحده لنقول العفو والصفح ، وإنما الأمر متعلق بالمجتمع ككل ، لأن الرأفة هنا قد تشجع الآخرين على ارتكاب الموبقات ، بينما الشدة والحزم ستجعل كل فرد يفكر كثيراً قبل الإقدام على أي فعل سيزعزع صلاح المجتمع . فالحفاظ على الجماعة أولى من الحفاظ على الفرد.
هذه حلقة رائعة أعتقد أنك ستجد فيها الاجابة للدكتور محمد العوضي
التعليقات