بروتاغوراس كما نعلم هو كبير السوفسطائيين، المعرفة عنده هي معرفة حسية تتأثر بالحواس، بالتالي فهي ذاتية بحتة... 

في محاولة بائسة مني لفهم المعنى المقصود وراء هذا القول، جربت أن آخذه على أن الإنسان هو الذي يقرر مجرى الأمور في ظل كل ما يتحرك حوله. 

فلم يبدو ذلك واضحا... كان من الممكن أن أذهب مباشرة لمحركات البحث لأبحث عن القصد منها تحديدا، لكن ما المغزى إن لم أفكر فيها بنفسي لأكون نظرتي الخاصة.

نحن بني الإنسان، لا يمكننا إنكار أثرنا على هذه الأرض؛ نسعى فيها سلبا أو إيجابا ونعيش حروبا وأفكارا وتضاربات وسلما، لكن تناقضاتنا عجيبة واختلافاتنا واسعة ونجهل الكثير من الأمور، فكيف لنا أن نكون مركزا ومعيارا إذن؟ 

هنا نعود لنحاول ربط نظرة بروتاغوراس للمعرفة، مع قوله... فيتأتى لنا بذلك أنه لا وجود لحقائق مطلقة عنده لأنها تتحدد حسب حواس الإنسان وما يراه، بالتالي فالكائن الوحيد الذي يعين الحقائق هو الإنسان ليصبح الأمر بذلك نسبيا.

هذه النظرة لا تقنعني كثيرا لأني اعتبر أن الحقيقة المطلقة موجودة ونحن من نجهلها فقط وأعتقد أننا نعيش في الحياة ونحن نحاول الوصول إليها مع تطور الأزمنة من جيل إلى جيل... 

هل تعتقد أن الإنسان هو معيار كل شيئ حقا؟