كنت أتفقد بعضا من المواضيع القديمة التي تظهر لي أسفل كل موضوع وصادفت العديد منها خُصصت للمقارنة بين مجتمع حسوب وبقية مواقع التواصل الاجتماعي, من طرف المستكشفين الجدد البحارة المتغزلين بجمال حسوب والذامين لقبح فيسبوك, والذين لا يدوم مكوثهم أكثر من شهر أو شهرين على أبعد تقدير ليعودوا من حيث أتوا تتلاطمهم أمواج الحياة.

  • مقارنة ما لا يقارن.

نميل كثيرا بمجتمعاتنا للمقارنة والتفاضل بين ما لا رابط له, فلحسوب وفيسبوك أهداف مختلفة تماما ولا أحد أتى لتعويض الآخر, ولا من بين أهداف حسوب منافسة فيسبوك أو تحديات تيك توك...

يتم إساءة استخدام الأشياء ثم الإلقاء باللائمة على الأشياء نفسها وتحميلها ما لا تبالي وتهتم, كذاك الزوج الذي يلح على زوجته طبخ اللحم بالغذاء بينما لا يحضر من السوق إلا العدس والفول.

لكل أداة بالحياة مهمتها, ستجد بالغرب طباخا بقناة يوتيوب لوصفات الطبخ ومدونة لتدوين قصة كل وصفة وتاريخها وأصلها وتفاصيلها, وللمدونة منتدى أومجتمع لنقاش الوصفات مع الأعضاء, وله حساب فيسبوكي يحتوي حياته الشخصية وأصدقاءه....إلى آخره.

وهذا حال الأغلبية هناك, كل من أتابعهم على منصة من المنصات أجد لهم العديد من الحسابات الأخرى التي يتم استغلالها حسب أهدافها التي أُنشأت لأجلها.

أما عندنا ففوضى وعبث, فالفيسبوك للنقاشات وانستغرام للفيديوهات واليوتيوب لنشر التدوينات والمجتمعات لليوميات...لا يتم استغلال كل أداة حسب أهدافها بل يتم استغلال كل شيء لأي شيء ثم التوهان بعد ذلك في خضم المقارنات العشوائية العجيبة!

أزلت فيسبوك بعد أن عثرت على حسوب, أظن ناشيونال جيوغرافيك أفضل من انستغرام, لقد عوضت البرتقال بالقرنبيط وبعد تذوق البطيخ اكتشفت أنه أفضل من الباذنجان!