يقول أحمد خالد توفيق في كتابه قصاصات قابلة للحرق بمقال: من دون اسمه:

عندما يشتهر الفنان فإنه يكتسب هالة معينة من حوله، تجعل الناس تنبهر بعمله بسهولة، والقصة التي يعرفها الجميع هي قصة قصيدة زكي مبارك التي أرسلها قبل أن يشتهر لمجلة أدبية شهيرة - لعلها المقتطف - فردتها له المجلة بسبب ضعف المستوى، مع حزمة من مقترحات الإصلاح. لما اشتهر الرجل وصار يطلق على نفسه (الدكاترة زكي مبارك) أعاد نشر القصيدة دون أن يبدل فيها حرفًا. فوجئ بأن المجلة نشرتها بلا نقاش. بل إنها كتبت على الغلاف تبشر القارئ بأن (الدكاترة زكي مبارك) شرفها بقصيدة جديدة.
هناك قصة شهيرة أخرى عن تشارلي شابلن عندما كان يمشي بدون ثيابه المعروفة: القبعة السوداء والشارب المربع والعصا، إذ رأى مسرحًا يقدم مسابقة. مسابقة لتقليد شارلي شابلن مع جائزة مالية. دخل المسابقة على سبيل المزاح وارتدى الماكياج والثياب. في النهاية اكتشف أنه حصل على المركز الخامس!
معنى هذا أن شارلي شابلن غير مقنع في دور شارلي شابلن.
نلت قدرًا لا بأس به من حب القراء ولله الحمد، وقيل: إن أسلوبي مميز. لكني مثلاً أجرب أحيانًا أن أتسلل باسم مستعار إلى المنتديات أو ذلك الاختراع الشيطاني فيس بوك. غالبًا ما أعلق فلا يرد علي أحد. لا يضغط أحد على زر التفضيل بينما أجد من سبقوني قد نال كل منهم 70 أو 120 تفضيلاً. لا أحد يمتدح ما أكتبه ولا أحد يشتمني. لقد صرت شفافًا.
في أحد منتديات القصة القصيرة نشرت قصة قصيرة لي باسم مستعار، فلم يعلق أحد البتة. توقعت على الأقل أن يمزقوها بألسنتهم ومقاييسهم النقدية، لكن من الواضح أنها كانت أقل من أن يهاجموها. هذا شيء مستفز فعلاً، لدرجة أنني انتحلت اسمًا مستعارًا آخر ودخلت المنتدى لأمزق القصة. أنتقد تركيبها وفكرتها ولغتها. وقلت في النهاية: إنني أعتقد أن كاتب هذه القصة يعمل في المخبز الآلي ولا علاقة له بالكتابة.
لم يعلق أحد منتقدًا نقدي لقصتي! أي أنني لم أرق لهم - هؤلاء الأوغاد - ككاتب قصة ولا كناقد!
قرأت مقالاً لكاتب شهير جدًا يصف فيه برتقالة!. نعم. يصف ما نراه بعد نزع القشرة وقطع الثمرة. خطر لي أنه لو نشر شاب مغمور هذا المقال لأدخلوه مستشفى المجانين، لكنك مع الكاتب الكبير تعتمد على تراث طويل متراكم من الثقة والإعجاب، وهكذا تغفر له هذا الفعل. بالمثل أنت تعرف شارلي شابلن لهذا يبدو لك رائعًا عندما يؤدي دور شارلي شابلن!

هل تتفق أنت أيضا في أننا نغفر للكاتب لاسمه و سمعته و أن الاسم يسبق الموهبة؟ و ما رأيك بظاهرة عدم الاهتمام بالكاتب خارج اسمه؟