كان لدي قطّة ذات مرّة وكانت من النوع المحبوب الذي لا يكثر من التودد أو الابتعاد، لقد أحببت القطة كثيرا ودائما ما سألت نفسي عن كيف بإمكان شخص ما أن يؤذي مخلوقا كهذا المخلوق.
ذات مرّة واجهت نفسي بأن سألت "لو وجدت نفسك في الصحراء وتكاد تموت والقطة هي الطريقة الوحيدة للبقاء حيا، هل ستأكلها ؟". تقززت من الأمر وبدأت أشك في أنني لن افعل، ومن يومها شعرت بمدى ضعف الإنسان خاصة في الأوقات الحرجة، ويمكن أن تأتي هذه الأوقات الحرجة بأشياء فضيعة كأل قطتي في الصحراء، لكن، إن كانت نقطة اللاعودة أو روبيكون كما يقال في الإنغليزية هي نقطة الإنهيار وتدمر اسس الحفاصة وإنعدام الخيار، فتأتي الفوضى وتظهر البربرية وتكون هناك ضحايا، فكيف يحدث نفس الشيء في منطقة الراحة بعيدا عن الضغط. لهذا اسأل لماذا لا يكترث الإنسان لمشاعر الحيوان وأحاسيسه ورغبته في البقاء، فلو يفّك رباط كبش العيد لهرب بحياته من الموت، أليس هذا كافيا لتمضية العيد بلا لحم، أليس جميلا رؤيته يرعى تحت الشمس مستمتعا بحياته في المراعي بدل طهيه في القدور؟.
أبا علاء المعري أبى الموت على أكل الفروج، وأنا أعتبر هذا انسانية مُزهرة بقوّة...
التعليقات