تنتشر في الشرق الأوسط والأدنى ظاهرة الخادمات الافريقيات والآسياويات اللواتي يأتين من بلدانهن للعمل في دول الخليج أو الأردن أو لبنان وغيرها، وتقول شبكة البي بي سي أن 2.8 مليون امرأة يعملن خادمات في الشرق الأوسط وهذا عدد هائل جدا.

ماري فتاة شابة من كينيا (قصتها كاملة في وثائقي بثته قناة الحرة الأمريكية)، تعرضت لحروق من الدرجة الثالثة وانسلخ كل جلدها عن بدنها أثناء عملها في الأردن كخادمة، وقالت في شهادتها أنها نادت على سيدتها إلا أن الأخيرة وبدل اسعافها انهالت عليها بالركلات.

حالة ماري ليست الوحيدة، فهناك مقاطع فيديو على النت وشهادات لا تحصى لعاملات يتم مصادرة جواز سفرهن منذ دخولهن أحد هذه الدول في الشرق الأوسط والخليج، وتظهر مقاطع الفيديو عنفا ومعاملة بربرية من ملاك المنازل وحتى اعتدائات جنسية، ولضمان السكوت عن ذلك، يتم مصادرة هواتف العاملات ويُمنعن من خروج المنازل وبالطبع يُصادر جواز السفر حتى لا تهربن من البلاد، وكل هذا ليس سوى تعريفا لكمة "خطف" و" اعتداء" وهو ما يعاقب عليه القانون لكن ليس عندما يتعلق الأمر بالخادمات الأفريقيات. وفي الوثائقي المذكور أعلاه، يظهر مدراء وكلات تشغيل هؤلاء النسوة خسّة في الاستهانة بهنّ ليس بعدها خسّة، خسّة يقول لسان حالها أن الافريقيين لا يزالون في نظر الآخرين أدنى مرتبة بطريقة ما.

في 2018، قُتلت جوانا ديمافيليس وهي خادمة فيليبنية في الكويت قتلها سيدها في المنزل وزوجته ووضعاها في الثلاجة. وفي السعودية، قامت عائلة بربط خادمة فيليبنية إلى شجرة تحت الشمس لأنها نسيت شيئا بسيطا.

محمد العجمي مدير ادارة العمالة المنزلية في الكويت يقول بأن القادمين يأتون بنية مبيّتة وهذا ما تقوله الحكومة في الوقت الذي لا تتحرك فيه لإيقاف البربرية التي تعاني منها الخدمات.

يتم تقديم عقد العمل للخادمة والذي هو نظام الكفالة الذي يأخذ منهن أبسط حقوقهن، باللغة العربية لا بلغة بلدانهن، فيتم خداعهن بذلك ويجدن أنفسهن تحت رحمة "كفيل". وهي عبودية ليس بعدها عبودية، ويصل الأمر ببعض الخادمات إلى حد الانتحار من كثرة القسوة والظلم الممارس عليهن.

السؤال هنا

لماذا يأتي الناس بشخص من أقاصي العالم لتعذيبه بتلك الطريقة فقط ليغسل له فنجانا أو ينظف له مرحاضه ؟.

أليس هذا شكلا من أشكال السادية ؟.

أين أخلاق العرب "المسلمين" أو "المسيحيين" في كل هذا ؟