في الدول العربية التي تسودها الديكتاتورية المحضة، تجد فئة من الناس أنفسهم أكثر تهميشا من الآخرين، فإن كان للأقليات الأخرى على الأقل أوراقا ثبوتية بها يستطعون السفر ودخول المدرسة وقضاء حاجياتهم الإدارية، تجد فئة الأطفال من دون نسب أنفسهم في جحيم أسود.

ملائكة من دون نسب.

هكذا هم في ظل القوانين العربية الجائرة الفاشيّة التي لا تتغير إلا عندما يريد الحكام تضييق الخناق على حريّة الإعلام أكثر أو تمديد فترة حكم الرئيس إلى أبد الآبدين. وإن وجدت هذه القوانين المنصفة لهؤلاء الملائكة كما هو الحال في المغرب والجزائر وتونس والعراق...، فإن التوعية ناقصة إلى حد الإنعدام. فلا تزال الأم تتوجس من الشرطة إن هي توجهت لإعداد وثائق لإبنها، ولا زال الناس يمضغون كلمة "ابن حرام" إن تبنّى أحد ما ملائكة من دون نسب ويبقون بدم بارد يرددون تلك العبارة إلى حين.

أما الشيوخ فهناك من يردد بتكشيرة مخيفة الآية خمسةمن سورة الأحزاب "ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ" ويمنعون حق الطفل البريء من الحصول على نسب والعيش كالآخرين رغم أن مشكلة الأوراق ومشكلة المجتمع مختلفتين في الحدّة. فمشكلة عقدة المجتمع العربي اتجاه الكثير و الكثير من الأشياء مزمنة وأكثر وحشيّة من القوانين نفسها، ويؤثرون دموع الأطفال على حضنهم وحبّهم بكل انسانيّة.