يُروى أن رجلًا قد رغب في أن يمتحن ولاء أحد أصدقائه له، ليعلم ما إذا كان سيحضر لنجدته إذا ما دعت الضرورة أم لا، فأرسل خادمه، بعد منتصف إحدى الليالي إلى صديقه يطلب إليه أن يحضر لأمر خطير، فحضر هذا في الحال.

فتصنع الرجل، وقال: كنت نائمًا حينما سمعت وقع أقدام قرب الباب، فتناولت خنجري من تحت وسادتي وتربصت، وإذا برجل يقترب وبيده مسدس، فعاجلته بطعنة قاتلة، وقد دعوتك الآن لتساعدني في إخفاء جثته.

فقال الصديق: وهل علم خادمك هذا بما حدث؟

قال الرجل: نعم!

فانتضى الصديق مديته، وطعن الخادم فأراده قتيلًا، فصاح الرجل: ويلك! وما هو ذنب الخادم قتلته؟

قال الصديق: قتلت الخادم لكي يبقى السر بيني و بينك، لأن "كلّ سرّ جاوز الاثنين شاع"

يقال أن إمساك المال والحفاظ عليه، أسهل من إمساك اللسان، وإخفاء السر!

ذلك لأن المال يخفى في الخزنة، أما السر فيخفى في اللسان! 

والمرء الذي يضيق صدره بسره، يشاركه مع أحد الأشخاص الذين يثق بهم، ولكنه يتفاجأ، بأن هذا الشخص قد أخبر شخصاً آخر بهذا السر، فيذاع!

وفي تفسير المثل: "إذا جاوز السر اثنين شاع"

قيل لرجلٍ: ما هما الاثنين؟

فأشار بيده وقال هذان، أي الشفتان!

وهذه الأشياء تأخذنا لنفكر، إذا كان صدر المرء يضيق بسره، فهل يأمن غيره عليه؟!

وهنا أتسائل.. هل في هذا العصر الذي يحفظ السر أندر في وجوده ممن يحفظ المال ولماذا؟

وإذا ضاق صدرك بسرك؟ أتبثه؟ أم تكتمه في صدرك خوفاً؟

وهل لك تجربة حدثت معك أخبرت أحداً بسرك ففشاه؟