أهلا بالجميع ،،

قبل أن أبدأ الحديث أريد ان أخبركم هو أنني لا أريد أن يصف لي أحد المشكلة وتفاصيلها فأنا أعرفها جيدا وأستطعت معرفتها ومعرفة أسبابها ، ولكن كل ما أحتاجه هو النصيحة لا أكثر.

الموضوع بإختصار هو أنني شاب بدايتي مع الانترنت بدات من صغري وكنت شغوف جدا بالكمبيوتر لدرجة الإدمان ، ورغم ذلك لم استطيع اللحاق بكلية جامعية في هذا المجال بسبب المجموع في الثانوية والنظام العقيم في بلادنا. وحتى بعد التخرج عام 2007 تمردت علي فكرة الوظيفية التقليدية وكنت أريد العمل بشكل حر في مجال فريد من نوعه ..

في 2003 قرأت عن تصميم مواقع الانترنت وكنت شغوف بمعرفة كيفية انشاء موقع ، في 2004 انشئت أول موقع لي ولكنه كان موقع بسيط على استضافة مجانية وبعدها بدأت اطلع أكثر في هذا المجال .. واستطعت بفضل الله بدون دورات بشكل ذاتي تعلم الفوتوشوب والفلاش و بعض أساسيات لغات برمجة الويب ، اي مهارة تتعلق بالكمبيوتر والانترنت كنت أتعلمها وشغوف فيها ، وفي 2007 بدأت في تقديم خدمات الاستضافة والتصميم وغيرها ولكن بسبب زيادة المنافسة وقلة وعي العملاء وقتها لم يكتب لها النجاح ، تعرفت بعدها بالصدفة على مجال التسويق الألكتروني وكان مجال وليد وبدات في تعلمه بشكل احترافي ولم اتردد في الحصول علي دورة تدريبية في هذا المجال ، حضرت الكثير من الفعاليات والمؤتمرات والمعسكرات ، بدأت في تقديم خدمات للمحيطين بي وبعد اكتساب بعض الخبرة فكرت في انشاء شركة في هذا المجال (ستارت اب) من منزلي مع اثنين من الأصدقاء ولكن الأمر في أول 6 شهور لم يحوز على ثقة العملاء ولم يعجبهم عدم توفر مقر للشركة !

المهم أنني لم أيئس وألتحقت ببعض الوظائف وكنت بشكل جانبي استفيد من خبرتي عن طريق إنشاء مواقع من اجل التربح من الإعلانات ، ولكن المواقع أتضح أنها كانت تحتاج تكاليف أنا غير قادر عليها، حتى بدأت في انشاء موقع مميز وحصلت علي تمويل وعملت على إنشاءه بشكل أفضل ، ولكن فوجئت بعدها بأحداث الربيع العربي والتي كانت دولتي في قلب أحداثها ، وحدثت بعد ذلك تغير شامل في خريطة الويب !! بدأ عصر الشبكات الإجتماعية وأنحسر دور الكثير من المواقع ، تغيرت تماما أساليب التسويق الإلكتروني وبدأت فلسفة السوشيال ميديا تغزو بشدة خاصة مع صعود نجم الهواتف الذكية ، وفي وسط هذا الزخم السياسي والتغير الإجتماعي جاءت لي صدمة ثالثة (بعد ان فقدت وظيفيتي و توقف مشروعي ) وهي انه تم استدعائي للخدمة العسكرية ، وطيلة عام كامل كنت بعيداً عن الويب وعن العالم الخارجي وحينما خرجت وجدت كل الأوضاع تغيرت تماما وزادت حدة الغلاء وقلة الاستثمارات وانتشار البطالة وأصبح مجال الويب وخصوصا التسويق الالكتروني يعج بمئات الالاف من الأشخاص اغلبهم من المتطفلين.

بعد فترة حاولت أن ابحث عن وظيفة ولكن لم يكن الأمر سهلا بسبب الظروف السابق شرحها، عرض على أحد الاصدقاء أن أكون شريكه في مشروع خدمي يتم تسويقه عبر الأنترنت ، ولكن لأن الإمكانيات كان بسيطة فكنت أعتمد على نفسي فقط وبسبب ظروف شخصية تأخر إطلاق المشروع لبعض الشهور حتى ظهرت أزمة انتهى معها المشروع.

المشكلة الرئيسية هو أن لدي الكثير من المهارات والأدوات ولدي خبرة واسعة في مجالات الويب ولدي خبرات شخصية في أمور أخرى ، ولكن للأسف أعاني بشدة من عدم وجود مصدر دخل مع اقترابي من سن الثلاثين، وأصبحت هناك ضغوط إضافية مثل الزواج وغيرها ، وأصبح محتار بين: إذا التحقت بأي وظيفة عادية (وأغلب الوظائف لدينا أجورها عادية ولا تقل عن 10 - 12 ساعة بالإضافة الي الوقت المستغرق في التنقل) أي لن يكون هناك نشاط أخر او مصدر اخر للدخل ، الوظائف المتخصصة في مجالي تقريبا اصبحت صعبة جداً بسبب مبالغات أصحاب الشركات + الأجور ليست بالقدر الكافي، نصحني الكثيرون باللجوء للعمل الحر ولكن فكرة العمل من المنزل سيئة وغير مريحة وامكانياتي لا تسمح بإنشاء مكتب مستقل بالإضافة الي الظروف الحالية السيئة مثل انقطاع الكهرباء وضعف الانترنت وغيرها.

والأن أنا عدت لنقطة الصفر : هل أنا كنت مخطأ من البداية لأنني لم أسلك الطريق العادي (الالتحاق بوظيفة عقب التخرج تكفل لي مصدر دخل ثابت على الاقل) ، أم أننني مخطأ لأنني لم استمر في شيء واحد وكنت ابحث عن فرص أفضل ، أم انني لا أجيد العمل في مجال الويب من الأساس أو أنه مجال غير واعد أم ماذا ؟


خلاصة الأمر ومربط الفرس### ربما قد أكون ضحية لظروف كثيرة ولكني أعتبر من من لا يستطيع التغلب على ظروفه مهما كانت هو انسان ضعيف ومسلوب الإرادة ، وأنا شخصيا لا اضيع وقتي في الندم او الحسرة بل أعالج الأخطاء السابقة وأفكر دائما في شيء جديد ، قالوا لنا ان ان كثرة السقوط لا يعني الفشل ، لأن الفشل هو بداية طريقة النجاح ولكن المعطيات لا توحي بذلك، لأني وضعي الحالي مأساوي تماما واصبحت صاحب تجارب فاشلة رغم كثرة الخبرة التي أكتسبتها منها.

أصبحت حاليا أعاني من دوامة شديدة، أحيانا أقول لنفسي: قد أكون مخطأ لأنني لم أستكمل اي مشروع رغم فشله كان على ان أكون صبورا أكثر من ذلك وكان علي أن انفق عليه حتى لو أضطررت للأستدانه ولكن كل المعطيات والنتائج تقول لي بأن الموقع في هذا المجال او التخصص نسبة إقبال الزوار عليه ليس بالقدر الكافي ( للأسف المجتمع العربي منذ سنوات يعتبر ان مواقع الانترنت هي لعب أطفال وعبث مراهقين !!)

أصبحت حاليا أفكر في أمور كثيرة وأصبحت مشتت ، وأحتاج إلى نصيحتكم او إلي افكار اقوم بها .