قرأت هذه المقولة: "أجمل ما في الفقر لا يصاحبك إلا الرجال ولا تحبك إلا بنت الأصول" فاستغربت بأن للفقر مزايا!

الفقر بحد ذاته مجموعة هائلة من المعاناة اليومية، فمتطلبات الحياة الأساسية غير متوفرة، عيش على الكفاف، وديون تتكاثر، وهموم تزداد.

إلا أننا نرى أن البعض يغبط الفقير بهذه المقولة! 

يمكن أن يحصل المرء على أصدقاء دون أن يكون فقيراً، فنجد أن الناس الأغنياء لديهم العديد من الناس المهتمين بهم، والذين يحيطونهم، أصدقاؤهم كثر لا حصر لهم، فقد قال الشاعر: أرى الناس قد مالوا إلى من عنده مالُ ومن ليس عنده مالُ فعنه الناسَ قد مالوا.

 تأتي مثل هذه المقولة لتخبرنا أن الشخص الفقير يمكنه أن يحظى بصداقة الرجال، وأن صداقته تكون أقوى وأفضل من الغني، وهي من أجمل مزايا الفقر!

ثم نرى الشق الآخر من المقولة يمجد الفقر بأنه لولاه لما حظي المرء بزوجة صالحة، بنت أصول، ترافقه على الحلوة والمرة، وتصبر معه على شوك الحياة وذلها.

الفقر مرهق عاطفياً، ونفسياً، ويتطلب الكثير من التضحيات، وتقبل الحياة ومعاناتها، والصبر على قلة ذات اليد، فحتى أبسط الأمور تريد مالا لتوفيرها.. والفقير يكاد لا يملك قوت يومه، ويعاني الأمرين في حياته، فلماذا سوف تحبه بنت الأصول؟!

كيف يمكن أن يكون للفقير أصدقاء رجال، ولا يحظى الغني بذلك رغم كثرتهم في حياته؟

ولماذا يرتبط الفقير ببنت الأصول، ويرتبط الغني بزوجة متطلبة لا تشبع؟