إذا سألت أول شخص تصادفه في الشارع عن حرية الرأي سيخبرك أنه مع.. ومعك ثلاثة نعم، وإذا سمع كلامك فمعك ثلاثة لا. سيخبرك أن هذا يمس بعاداته أو إيديولوجيته المتوارثة. ماذا تعني حرية الرأي التي لا تهدد منطقة الأمان لديك؟ وماذا تعني الكتابة إذا لم تستنطق المسكوت عنه؟

في تجربتي على حسوب كتبت بعض المواضيع التفاعلية، وحصلت على الكثير من التقييمات السلبية، لماذا؟ لأنني لم أكتب ما يريد سماعه القارئ. وماذا قد تعني التقييمات السلبية؟ لا شيء في الواقع لكنها تحد من رغبة الكاتب وقدرته على إيصال الكلمة إلى عدد أكبر. في آخر موضوع قبل الذي أكتبه الآن طرحت موضوعا حول حلاقة الشعر بالنسبة للرجال ليأتي أصحاب الفضائل المزعومة ويتحدثوا بتبجح أن كل فتاة تقدم رأيها في الموضوع تقلل الاحترام! إن الاحترام الذي يسقط بالنسبة لك لأنني أناقش وأفكر وأطرح ما يخطر على بالي مجرد وهم لا يمكنك كسره. أنت تمارس دور القديس الذي حاور غاليلو وقال أن أفكاره مساس بالعقيدة. غاليلو قدم شيئا والقديس أخذ الكثير من الخمر والجواري!

يكتب الكاتب الحر بالدم، كما كتب كليب للزير.. ويسمع القارئ الكسول ما يريحه فقط.

إن الحرية التي تقتصر على ما تود سماعه أو يوافق أفكارك ليست سوى مايكاب عصري أو صورة حديثة للنفاق والتناقض الذاتي.

لا أشعر بالكثير من القلق حين يكون من يحاول قمع الحريات شخص من العامة تنحصر ثقافته فيما تلقاه في تعليمه الابتدائي أو سمعه في مقهى الحي، لكن القلق كل القلق حين يكون القامع ممن يتم تصنيفهم ككتاب أو مثقفين، أو ممن يملكون السلطة.

متأكد تمام التأكد أنني إذا حاولت التحدث بانفتاح أكبر، إذا كسرت المزيد من التابوهات، إذا استنطقت المزيد من الكلمات، فسيتم حظري من المجتمع. إنه العادة البدائية للبشري البسيط.. عليك أن تساير قوانين المجموعة وإلا ستطرد منها. حسن.. سنستمر على نفس المنوال.. وستسمع ما يرضيك.. وسأكون هنا مجرد كاتب غبي يحاول أن يرتدي ربطة عنق ضيقة ويصفق له الجماهير. اللعنة على ربطة العنق واللعنة على الجماهير التي تصفق.

إنك ككاتب أو كإنسان، ملزم باحترام الشخص لا الفكرة. الأفكار لا قداسة لها. الفكرة التي لا توضع في ميزان النقد مجرد فكرة بدائية لا تستحق الاعجاب.

هل لديكم أية مواقف على مجتمع حسوب تعرضتم فيها للهجة قاسية بسبب الطرح الذي تناولتموه؟

شاركوني تجربتكم..