يقول خبراء التسويق وعلماء الاجتماع بأننا بطبيعتنا نميل لفعل ما يفعله أغلب الناس، فإذا اشترى أغلب الناس منتج معين فعلى الأرجح أننا أيضا سنشتريه حتى لو لم نكن نحتاجه، وإذا كان أغلب الناس يصدقون شيئا ما فإن معظمنا سيصدقونه في النهاية، ولكن الفكرة في إقناعنا بأن أغلب الناس يفعلون هذه حقا، وهذه هي بالظبط طريقة عمل التريندات.

كلمة أغلب الناس هي كلمة غير منطقية، فكيف تم قياس هذه الأغلبية، وهل هم حقا يمثلون المجتمع، وهل أصلا كون الكثير من الناس يفعلون شيئا ما يعني أنه صحيح؟ الخدعة التي يقوم بها خبراء الدعاية والإعلام هي إقناعنا بأن أغلب الناس يفعلون هذا، رغم أنه لا وجود لهذه الأغلبية إلا في عقولنا نحن.

لابد أننا سمعنا مئات المرات مقولة "كل الناس بتعمل كده" أثناء نقاشنا مع أي شخص، وهذه هي مغالطة الاحتكام إلى عامة الناس، حيث يفترض الشخص أنه طالما أن الغالبية المزعومة يفعلون هذا إذا فهو صحيح، ليوفر على نفسه عناء البحث والتفكير.

هناك إحصائية تقول بأن 97% من العلماء يؤيدون نظرية التطور، ولكن لم يتوقف أحد ممن يؤيدون هذه النظرية ليسأل كيف تم قياس هذه النسبة ومن هم الأشخاص الذين تمت عليهم الإحصائية ومن هم الذين قاموا بهذه الإحصائية.

تذكرني هذه المغالطة بمقولة ديكارت "إن الكثرة ليست دليلا على الحقيقة، وإنه لأقرب للاحتمال أن يجد الحقيقة رجل واحد من أن تجدها أمة بأسرها"

وأنتم يا أصدقائي، هل تقعون في فخ الاحتكام إلى الأغلبية أثناء النقاش، أو حتى بقراراتكم الشخصية؟؟