قمت سابقا بنشر تساؤل يشغلني منذ فترة عن مفهوم الموضوعية، وقد شارك العديد من الزملاء في إبداء آرائهم، وكانت الردود متقاربة إلى حد كبير، ربما باستثناء ما ذكرته زميلتنا أسماء @Iloveallah12‍ عن رؤيتها الخاصة بضرورة أن يكون للمشاعر دور كبير في ما نسمية "الموضوعية" بشكل عام.

وفي الأسبوع التالي تساءلت عن أهمية أن تكون الموضوعية حاضرة في نقاشاتنا، وقد عبرت فيه عن تجربتي الخاصة وما لم أحبه في هذه التجربة، وقد كانت مساهمة غنية بمشاركات الأصدقاء.

بعد تحليل هاتين المساهمتين، أصبح مفهوم الموضوعية أكثر وضوحا بالنسبة لي، ولكني لازلت أود الإستزادة والغوص فيه أكثر فيما يتعلق باتخاذ القرارات.

نحن نتخذ القرارات بشكل يومي، ماذا سنفعل، سنخرج أم نمكث بالبيت، سنذهب للعمل أو نتغيب، سأصبر على أمر لا أتحمله أم سأغادر، سأعبر عن رأيي بأمر ما أو سأصمت!

لا تكاد تمر ساعة واحدة إلا وقد إتخذنا عشرات القرارات، سواء تم ذلك بشكل واعي أو بدون وعي.

القرارات التي أقصدها هنا هي القرارات التي من شأنها أن تغير الكثير مستقبلا.

قرارات مثل :

(الزواج، الطلاق، قبول العمل، الإستقالة من العمل، السفر والهجرة، تغيير المسار المهني، ...................إلخ).

في مثل هذه الأمور، عادة ما يكون إتخاذ القرار صعبا ومتعبا، ويستغرق الكثير من الوقت والجهد الذهني، وربما نحتاج للنقاش والمشورة ممن نثق فيهم من حولنا.

بحسب ما أجمع عليه أغلب الأصدقاء فالموضوعية قد تجعلني في مثل هذه الأمور أتخذ قرارا مخالفا لمشاعري كليا، وربما مروري بتجربة مشابهة منذ فترة ليست بالكبيرة يجعلني أنضم لصف زميلتنا أسماء عندما تساءلت مندهشة:

هل الموضوعية لا علاقة لها بالمشاعر فعلا؟!

تعتمد الموضوعية على الأرقام والحقائق بشكل عام، والتي من شأنها أن تعطينا دلائل واضحة للطريق الأصح، ولكن هل يجب ذلك حقا؟!

في النهاية الأصح من وجهة نظر الجميع قد لا يكون الأصح من وجهة نظري، وفي رأيي ينبغي أن أحترم مشاعري خاصة فيما يتعلق بإتخاذ قرارات مصيرية كتلك التي ذكرتها في المساهمة.

ويبقى التساؤل؛ هل يجب أن نكون موضوعيين في إتخاذ القرارات؟!