برؤية بعض النساء يشغلن وظائف معينة كالطب والتعليم والتمريض والهندسة، اعتقد الكثير من الأشخاص أن المساواة بين الجنسين في أماكن العمل قد تحققت، لكن في الحقيقة، الأمر غير صحيح أبدا. فوفقا لمنظمة العمل الدولية مازالت الفجوة الاقتصادية بين الجنسين كبيرة، وإن واصلت التقلص بنفس معدل تقلصها الحالي فإنها لن تختفي في وقت قريب.

من المؤكد أنّ الكثير منكم وخصوصا الرجال يجدون الأمر صعبا للتصديق، لهذا دعوني أعرض لكم ما تُعانيه النساء في أماكن العمل وفقا لتقارير الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية.

لا تزال فرص النساء في الحصول على وظائف مدفوعة أقل من نظرائهن الرجال، وحتى بعد تحصلهن على الوظيفة فإنهن يعملن ساعات أطول من الرجال ومقابل هذا يتلقين أجورا أقل، حيث تتقاضى النساء في المتوسط العالمي رواتب أقل من الرجال بنسبة تتراوح بين 10 و 30 بالمئة.

غير هذا تملك النساء خيارات محدودة في اختيار مجالات العمل، حيث لاتزال قطاعات معينة مثل الأمن ممنوعة عليهن في العديد من البلدان. خيارات النساء ليست محدودة في اختيار مجال العمل فقط بل حتى طبيعة الدوام، حيث لا تملك النساء الحرية الكبيرة في الاختيار، وتجبر الكثير منهن على العمل في وظائف جزئية، لأن وظائف الدوام الكامل تُمنح للرجال بدرجة أولى.

إذا كنتم تتساءلون عن السبب الذي يجعل النساء تعانين كل هذا التمييز في بيئة العمل، فالإجابة الأولى هي القيود الاجتماعية وحصر دور المرأة في الأمومة والاهتمام بالمنزل وما على شاكلتها من الأدوار التقليدية التي ربطت بالمرأة على مدى عقود، وإن كنتم تعتقدون أن هذه القيود موجودة في عالمنا العربي أو دول العالم الثالث فقط فأنتم على خطأ، لأنه حتى النساء في أكثر دول العالم تطورا مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تعانين من هذه المشاكل، لكن طبعا بدرجات متفاوتة وفقا لتشدد القيود الاجتماعية وتوفر الحماية القانونية.

كل ما تتعرض له المرأة من تمييز في أماكن العمل يرفع نسبة إصابتها بالضغوطات النفسية ويزيد فرصة اصابتها بالاكتئاب،وكل هذا سيؤدي في وقت لاحق للإصابة بأمراض عضوية خطيرة مثل الضغط وأمراض القلب والشرايين.

في رأيك كيف يمكن أن نحقق المساواة بين الجنسين في مجال العمل؟