• عنوان المقالة: قفلُ الزّواج

— بسمَ الله الرحمٰن الرحيم قال الله تعالى في كتابهِ الكريم

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون}.[٧]

الزواج كما موضّحٌ في هذه الآية الكريمة "مودّةً" أي سكَنٌ ولطفٌ ووئامٌ وحبٌ بين الزّوجين فبدون هذه الصّفات بين الطرفين لن يحدث زواجٌ سعيدٌ و"رحْمَةً" بسكُون الحاء فالزّوجين يحتاجان الى السكينة تَسكنُ هي فيه ويكنُ هو فيها ولن يحدث هذا بدون الحنان والعطف والرأفة ببعضهم البعض،فمتى كان هناك عطفٌ واهتمامٌ وُجدَ الحبّ.

فمتى يجب علينا أن نقفل باب الزواج قبل فوات الأوان؟

  • وهنا أقصد "اختيار البنت للزوج المناسب والعكس صحيح اختيار الشاب للبنت المناسبة

جميعنا نقع في خطأ اِختياراتنا أحياناً ومن ثم نندم عليها وممكن ان تكون أشياء بسيطة مثل"ثياب،احذية،مشترياتنا بأنواعها..وهكذا" وممكن ان تكون كبيرة مثل: "أصدقاء،زوج،عمل معيّن،سفر وهكذا.." وطبعاً أصعبها هو اختيار شريك حياتنا ليس بالأمر الهيّن وليس بسيطاً وليس على هوانا فنحن سوف نختار شريكاً لمدى العمر وليس شريكاً للحظة واحدةٍ او لوقتٍ محدّد ! أوجّه هذا المقال للشبّان والشابّات المقبلين على الزواج والذين يُخطّطون لمشروع زواج والذين تحت دائرة الإختيار،هذه الكلمات البسيطة لكم ..

لــكِ :

اذا تقدّم لكِ شابٌ لا يعمل ولا يكدّ من تعب جبينهِ ومصروفه كله وادّخاراتهُ منْ والديْهِ فإيّاكِ أن تقبلي بهِ ولا تسمع لكلام النّاس(غداً يعمل،يتغيّر..) فأنتي تريدين رجلاً يكدّ ويتعبُ من أجل تأمين لقمة عيشكِ أنت وأطفالكِ،

  • لقد أعلن القرآن الكريم دعوته الأكيدة على ضرورة العمل، وعلى الكسب، وبذل الجهد قال اللّه تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (وابتغ فيما آتاك اللّه الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ).

  • أرجوكِ لا تقبلي بشابّ فقط من أجل مالهِ الوافر او سيّارته الفخمة فالظّاهر ليس كالباطن ،انظري الى عواطفهِ ومبادئهِ في حياتهِ هل يصلح ليكون زوجاً لكِ؟ أباً لأطفالكِ؟ فنحن الآن أصبحنا بمجتمع سطحيّ يغريه قطعه لامعة مضيئة متغاضين النّظر على ماوراء النّور اللامع. قال تعالى:“وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"

  • لا تتزوّجي رجلاً يسبّ،يشتم،يؤذي ولو بالكلام فبإمكان الكلام ان يتحوّل الى ضربٍ وما شابه،كاذب،ٌمخادعٌ،بخيلٌ،منافقٌ..(لا تقولي ولا تردّي على الذين يقولون لكِ "يتغيّر،اصبري،لم يقصد ذلك وما شابه" فلا أحد يتغيّر بعد الزواج فلا ضامن بأنّه يتغيّر! ربما لم يتغيّر ماذا ستفعلين حينها؟! هذه الصّفات التي ذكرتها لا يجب أن تكون في شخصٍ سويّ طبيعيّ تفكيره سليم يخاف الله فعلى ايّ اساس ستختارينهُ شريكاً لكِ!

  • أقول هذا الكلام وهذه النصائح في بداية مشوارك وفي بداية اِختياراتك لكــكِ أنــتِ لماذا؟ لأنك يا عزيزتي أنت من ستختارين شريكاً وانت من ستختارين من يدخل قلبك ويحجز مقعداً له الى الأبد أنتِ وحدك ولا أحد سوف يُجبرك على الإختيار فنحنُ في عصر لا أحد يُجبر أحداً على فعل أمرٍ هو لا يريدهُ ،تثقّفي بخصوص هذه المواضيع وضعي مبادئاً وافكاراً لتقودي أنتِ حياتكِ الزوجيّة ارسمي الزوج المناسب وليس المثالي او الكامل فطبعاً لا يوجد رجلٌ كامل ولا زواج كامل ولكن يوجد حياة زوجيّة سعيدة ومتفاهمة وكيمياء التفاهم والحوار موجودٌ بين الطّرفين والحب متربعٌ بينهما، وفي الختام أقول حلوا مشاكل الخطبة ولو مشاكل صغيرة ضعوا لها ختاماً وحلولاً قبل الزّواج فالطبيعي أن تحلوا هذه المشاكل قبل فوات الأوان و " يجب على كلا الطّرفين أن يضعوا في أذهانهم أنّ الزواج يجب أن يقودهم الى الأفضل والأسعد وليس العكس"