اليوم توفي الطيار السوري مأمون النقار ،هو إبن حماة أقلع قبل أربعين سنة بطائرته ورفض قصف مدينته الحبيبة. فقبل أكثر من 40 سنة أقلع بطائرته ورفض قصف شعبه أثناء مجازر حماه و حلب وسجن تدمر وإدلب ، حيث هبط بطائرته المقاتلة في أحد المطارات الأردنية وبقي في الأردن إلى أن توفاه الله اليوم رحمه الله رحمة واسعة وشمر الله له جهده ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله...

هي حركة نادرة في العسكر المخترف ،فحين تصبح ظابطا محترفا سيكون ولائك آليا لمن يحكمك ،تقريبا هذه هي الإجابة العقلانية لتصرف الجنود فحتى أخاك الذي ولدته أمك حين يصبح ظابطا محترفا سيكون ولائه لقادته و من النادر جدا أن ينحاز للقضايا العادلة...في التاريخ مثلا بعد هزيمة هتلر في الحرب العالمية الثانية حكم أريك فون مانشتاين وهو الجنرال الذهبي لألمانيا ب 12 سنة ثم طلب منه إعادة تأسيس الجيش الالماني لأنه ظابط محترف وكان ينفذ أوامر رؤسائه ،ثعلب الصحراء رومل لم يكن من طبقة الظباط المحترفين لذلك أسلوبه في الحرب مختلف ...نفسيا حين تنخرط في تلك الأسلاك تصبح عندك نوع من الإنفصال عن الشعب أو العامة و وولائك للكتيبة .

Brother of arms تقريبا نوعية التدريب متوارث منذ عشرات السنين يجعلك مواليا لقادتك و لا تناقش القرارات...

طبعا هناك فرق بين من خدم الجندية كمتطوع ومن مر بالكلية الحربية و درس و تدرب لفترات طويلة فمن الصعب إقناع هؤلاء الناس بعدالة بعض القضايا أو إنحيازهم لأهاليهم ...

ما رأيك ،إذا كنت ظابطا محترفا هل تنحاز لأهلك المظلومين أم لقادتك الظالمين؟

هل تنفذ الأوامر؟

لماذا لا يستقيل من يعمل في جيوش تعذب الناس و تقتل المدنيين؟