لماذا نحكم في كثير من الأحيان على الآخرين بقسوة بينما نبرر لأنفسنا في نفس الوقت (The fundamental attribution error)؟

أعتقد يا نورا أن تحيّزنا لأنفسنا منطلق من حقيقة أننا أنانيون بما يخصّنا.

هذه الصفة وإن لم تكن محبوبة، لكنها فطرية، وتنطلق ةمن قولنا أننا اعرف الناس بحالنا، لذلك نختلق الأعذار لنا ونُقدّر ظروفنا.

لكن وعلى النقيض، لا يكون ميزان الحكم هو نفسه عندما يتعلّق الأمر بالآخرين، بل ولا نهتم لسماع أعذارهم على الأقل، بل نطلق اتّهاماتنا الأولية التي لا يُغيّرها سوى أعذارهم. وتلك حقيقة لا يُمكننا إنكارها.

هل تفرط في استخدام تحيز الإحالة مع المحيطين بك أم تلتمس الأعذار؟

الأمر نسبي بالنسبة لي ويعتمد على مدى معرفتي بالشخص.

فإن كنت أعرفه، اختلقتُ له الأعذار، وإن ل أعرفه، فغالبًا ما اطلق حكمًا مبدئيًا وإن كان في سري. ولا أقول أن هذا جيّد، لكنه تصرفٌ فطري يأتي بلا تفكير غالبًا.

إطلاق الأحكام التعسفية دائمًا ما يؤدي إلى أخذ فكرة سلبية تكون في غالب الأمر خاطئة.

أذكر أنني حين كنتُ في سنتي الأولى في الجامعة، لاحظتُ طالبة تتأخر باستمرار عن محاضرة الساعة الثامنة، وكانت يبدو عليها التكبّر وفق تحليلاتي التي لا اعلم كيف جئتُ بها هههه!

مرةً سألتني عن التخصص الذي اخترته وإن كُنت أنصح لها به، فأجبتها بأنه صعب وأفكّر في تغييره، والسبب أنني لا أرغب برؤيتها في تخصصي فقط لأنني حكمتُ عليها بالغرور وتأخيرها المستمر ولم يكن بيني وبينها حديثٌ أكثر من ذلك من قبل.

ما حدث أنا تخصّصت في نفس التخصص، بل وتقرّبنا من بعض لدرجة كبيرة حتى أصبحت زميلتي المقرّبة، بل وكان بحث التخرج مشترك بيننا وهي من أعز الأصدقاء اليوم :)

وسبب تأخرها كان لأنها من سكان الجنوب وتحتاج ساعتين لتصل إلى الجامعة والمحاضرة كانت في وقتٍ مبكر فلا تتمكن من الخروج أبكر من توقيتها.

بين تحيز الإحالة والتماس الأعذار هل تفرط في استخدام تحيز الإحالة مع المحيطين بك أم تلتمس الأعذار؟ وما هي النتائج المترتبة على اتباعك أي منهما؟

لأن هذا يحصل معي كثيرًا لِذا أضع نفسي مكان الأخرين وبكل تأكيد سأقدر ظرف هذا الشخص

وسألتمس له كامل العذر ولا ألومه بلا شك .

أذكر مرة قال لي دكتور جامعي بألا أكون مسؤولة في أي مكان ما ، وذلك لأنني سألتمس لكل شخص عذره

وسأعطيه فرصة وفرصتين وأكثر مع أنني متأكدة أن الشيء الذي يزيد عن حده ينقلب ضده .

وأيضًا في الوقت نفسه أحاول جاهدًة بالتبرير لموقف قد حصل معي ، والطبع عندما يكون هناك سبب منطقي .

كنت في السابق مثال الشخص الصارم في مواعيده، لا أتأخر أبداً، لا أنسى واجباتي العملية أو البيتية، أنظم وقتي جيداً، لكني وفي فترة من الفترات عايشت ثلة ممن يتأخرون ولا يترتب على تأخرهم أي شيء ذو مغزى، فالمتأخر والمبكر سواء.

وهذا بالتأكبد أثر على شخصيتي كثيراً، أفرط في استخدام الأعذار لي، بينما لا ألقي بالاً لما يحصل ولما يتأخر زملائي، إن كنت في موعد وتأخر الشخص لنصف ساعة، أنهض من مكاني وأصعد إلى السيارة، أعتقد أنني أصبحت لا مبالياً بصورة لا يمكنكم تخيلها، وفي هذه السياق فأنا أعزي تقصيري إلى نفسي ولا ألوم الآخرين على تقصيرهم وأخطاءهم ما لم تؤثر علي بشكل مباشر.

ربما أنا أكثر إنجازاً في نمط العمل الفردي الذي يتطلب إبداعاً ، لذا أكره أن تؤثر أخطاء وحسابات الآخرين على عملي

كلنا مارسنا تحيز الاحالة بشكل ما أو في موقف ما في حياتنا، لكني بشكل شخصي التمس الاعتذار كثيرا ولا أحكم على الأشخاص من موقف واحد ولكن هذا يختلف كثيرا عن ال first impression حيث أن هذا مجرد انطباع تلقائي يبنطبع في عقلك عن هذا الشخص في أول سلوك أو موقف يصدر منه وهذا طبيعي جداً...

المهم هو أن لا أظهر انطباعي للخارج وأبني عليه ردة فعل أو طريقة تصرف معينة مبنية عليه حكمي الذاتي لموقف بعينه، او مثلا أتحدث بالخفية وأغتاب هذا الشخص أو أسخر منه، وطبعا هذا يختلف باختلاف الموقف وقوته أي موضوع التاخير او عدم الاختلاط ليست أمور ذات أهمية كبرى، ولا تبين أن هذا شخص سيء أو متقوقع على نفسه...

مثلا تخيل معي أنك تشاهد شخص يشتم في الشارع أو موظف غير لطيف في التعامل مع الناس فبالتأكيد لن أجد له الأعذار لأنه مهما كان هو ليس مجبرا على التصرف بهذه الطريقة..كلنا نمر بظروف صعبة ولحظات عصبية ولا يجب أن يحتمل الجميع مزاجاتنا السيئة....

من وجهة نظري، وحسب ما طريقة تعاملي مع الآخرين، أتخيل نفسي لو كنت في الموقف الذي كان فيه الشخص المخطئ، أفكر ملياً، عسى أن يكون في عراك مع الظروف، عساه أن يكون منهك بالهموم والمصائب، لا، لا يمكن لي أن أتهم إنسان ظلماً، فقد أحسنت الظن بغيري ووجدت ذلك كما توقعت وزيادة، أحسنت الظن بمن تأخر عن موعد اتفقت معه وتواعدت مسبقة معه، ووجدت أنه حصلت معه ظروف في طريقه إلي وتوقفت السيارة لعطلٍ وقع بها، فتأخر عن الموعد مضطراً، وهذا ما حدث معي يوماً حيث أنا التي وُقعت في المشكلة وتأخرت عن الموعد المتفق به مع صديقتي وأحسنت الظن بي كما أحسنت بها، فمن الجميل قبل أن نحكم على غيرنا نقيسه على أنفسنا.

لاحظت هذا النمط في حياتي في العام الفائت يا نورا، وقد قمت بكشط كل ما أراه فيه، في كل مرة اتأخر كنت اقول أنني فعلًا متأخرة، في كل مرة أردت أن اعطي نفسي مسكنات كنت انتبه بعدها وارفض واقوم بتعديل سلوكي مرات ومرات لم يكن سهلًا بالطبع لكنني أظن أنني لآن قادرة على السعي في هذا المضمار بالشكل الصريح

دائماً ما ألأتمس العذر لمن يُخلفون الموعد المتفق عليه بيننا، دائماً أردد "التمس لأخيك عذراً"، أحبّ فكرة التصالح مع جميع الظروف وجميع من حولي، لا أحب أن أضع أحداً تحت الضغط، بالطبع له تأثير إيجابي على شخصيتي وعلى طبيعة العلاقة التي تربطني بالأشخاص الذين ألتمس لهم الأعذار أو لا أقوم بالتحيز لهم، وأهم تأثير هو استمرار العلاقة المبنية على الحب والود بيننا.

التحيّز للنفس هو أمر فطري كون الإنسان أناني بطبعه وهي نزعة لتبني كل ما هو ايجابي من آراء وافعال ومشاعر حسنة للذات..وجب تدريب النفس على تجنب الإنحياز وابعاد الظنون عن الآخرين والتماس الأعذار للغير وهي أحسن علاج لراحة البال وسلامة الصدور.

يتحول الصواب ان زادة عن الحد خطأ ككل قوانين الحياة والتوازن غاية صعبة المنال نحن دائما في بحث مستمر عنه ، اما ان تكتسب نفسك او ان تخسرها من اجل الاخرين ، يكمن السر في الوقت و الضرف قبل الشروع في اطلاق الاحكام ، قبل الاقرار بالرئي يجب ان ندرس الوضعية بعين الحياد . اذا اردنا اصلاح محيطنا علينا ان نعامل الاخر كرفقنا بأنفسنا واذا تكرر الخطأ مرات صار الرفق عيب والقرار اسهل والقطع مع الاستغلال قمة الوعي

الحكم على الآخرين بقسوة دائما يكون بسبب عدم وجودنا فى نفس موقفهم ،ولكن عندما نكون مكانهم أن نعذرهم أو نبرر لأنفسنا

بالنسبة لى دائما الافضل هو التماس الأعذار للآخرين أو محاولة التحدث إليهم

إلانسان ميال إلى إلاستهزاء من الأفاعل والسلوكيات الغير إجابية أكثر من التساؤل عن أسبابها

فهو بارع في نقد سلوكبات غيره وأخطائه و عاجز كل العجز عن معرفة الأسباب والدوافع التي أدت به إلى دلك الفعل لأن إلانسان ميال إلى ماهو سهل وأن تنتقد أخطاء ما أو سلوك ما أسهل من أن تحاول معرفة ما الذي أذى بذلك الشخص إليهم

لأن معرفة الأسباب تتطلب التفكير والتأني قبل إبداء الرأي وإلانسان ليس لديه الوقت وإلاستعداد لهده الأمور

فهو متحايز لدرجة كبيرة إلى نفسه ومتمرد على غيره لأنه يفكر فقط من جانب واحد ألا وهو جانبه وبسبب ذلك لا يعذر غيره مثلما يعدر نفسه