كلمات نسمعها كثيراً: العرب متخلفون، الدول العربية فقيرة، البلدان النامية، بلدان العالم الثالث، الدول العربية منقسمة ومعادية لبعضها، إلى آخره من هذه الكلمات التي توجع الأذن.

نرى الفرق شاسعاً بين بلادنا وبلدان أوربا وأمريكا، مستهلكون لمنتجاتهم، ليس لدينا صناعات حقيقية أو تكنولوجيا فعلية.

نمط الحياة تحدده الواسطات والمحسوبية وغيرها، أصحاب الكفاءات لا مكان لهم ولا فائدة من كفاءتهم سواء لأنفسهم أو لبلدانهم.

ترى ما هو السبب؟

لماذا نهضت عدة بلدان من القاع إلى القمة بينما بلادنا لا تزال في القاع؟ وإلى متى ستستمر هذه الحال؟

هل هذه الأمة هي نفسها تلك الأمة التي حكمت العالم لمئات السنين؟

أم أننا الآن ندفع ثمن الأمجاد التي صنعها أجدادنا والتي أثارت أحقاد الأمم علينا؟

لماذا تهاجر الكفاءات من بلادنا بغير رجعة لتنتج وتبتكر في بلدان أجنبية بينما لا يبقى في البلدان العربية إلا من لم تساعده الظروف على الهجرة؟

لماذا تعامل الكفاءات في بلادنا معاملة الغرباء ويتم التضييق عليهم بدل من فسح المجالات أمامهم؟

إذا عدنا إلى الوراء قليلاً سنجد أمراً هاماً:

هو أن الدول العربية لم يكن لها وجود! نعم لم تكن الدول العربية موجودة حيث نجد في التاريخ مكان الدول العربية اليوم كياناً كبيراً ممتداً على أراضٍ شاسعة يضم الكثير من الأجناس والطوائف والأعراق إلى جانب العرب يعيشون سويةً في بلد كبير واحد، حيث لا قوميات ولا عصبيات، استمر هذا الحال مئات السنين حتى جاء الاستعمار ونشر فكرة القومية العربية وقسّم كيان الدولة الواحدة إلى العديد من الدويلات التي عرفت فيما بعد بالدول العربية!

وضعت كل واحدة من الدول المستعمرة"فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، إسبانيا، الاتحاد السوفيتي...." حدوداً لهذه الدويلات في ظل التنافس الاستعماري مقتسمةً إياها فيما بينها ولأجل إضعافها وتسهيل السيطرة عليها.

وضع الإستعمار لكل دويلة منها علماً خاصاً بها وشكّل لها حكومتها التابعة له و زرع فيها بذور الفساد والتناحر.

بهذه الطريقة أصبحت الدولة الواحدة تاريخاً لن يعود ...

خرج الإستعمار من الدول العربية لكن آثاره لا تزال حتى اليوم، وأذرعه لا زالت توجه مقدرات هذه الدول وتقيد ساكنيها.

وإلى أن تتحرر الدول العربية فعلياً من الاستعمار وآثاره ستبقى عالقةً في طابور البلاد المتخلفة.