"ما أعز من الولد إلا ولد الولد". مقولة يتداولها الأجداد في كل مجلسٍ تقريبًا تعبيرًا عن حبّهم ومودّتهم الكبيرة لأحفادهم. لكن بين دلال الأجداد وحزم الآباء في التربية، هل يفسد الأبناء؟

يحرص الآباء على تربية أبنائهم وفق معايير معيّنة، وغالبًا ما يستعملون الحزمَ واللين وفق ما تحكمه المواقف والظروف. لكن وعلى الناحية الأخرى، نجد الأجداد في تصرّفاتهم مع أحفادهم يتناوبون بين الدلال والدفاع عنهم من غضب آبائهم وأحيانًا توبيخ الوالديْن إن أساءا إلى الطفل أو غضبا منه! وإن غضب الأجداد من أحفادهم، فردة الفعل لا تُقارن بفعل الآباء من حيث استعمال الأسلوب اللين في التوبيخ.

من أجل ذلك، يرفض العديد من الآباء أي تدخل في تربية أبنائهم خاصةً من الأجداد باعتبار أنهم يُفسدون تربيتهم لهم، ويروّن فيها منحى للسلطة في التربية. كما أنهم يروّن أن زمن الأجداد مختلف عن زمن الأبناء، ومتطلبات التربية اختلفت ولا يقدر الأجداد على تربية هذا الجيل، فتطلعات الآباء والأطفال مختلفة عن رؤية الأجداد.

لكن لا يُمكن أن نُنكر بأي حالٍ من الأحوال الدور الإيجابي للأجداد في حياة أحفادهم بحكم خبرتهم وحكمتهم وعمرهم الزاخر بالتجارب والموروثات والقصص. كل ذلك يُعتبر مصدر خبرة للطفل ويُساعد على غرس القيم والأخلاق.

برأيك، هل تدخّل الأجداد في تربية الأبناء حقٌ لهم أم مفسدة؟ وهل بذلك تخرج السيطرة من يد الآباء على سلوك أطفالهم؟