لمن يتحرك كثيرا أو حتى لم يغادر مكانه ستلاحظ إنتشار السلوكيات العدائية ،أولا بسبب سياسة الإغلاق و أعادة الفتح و طرق إدارة الأزمة الإجرامية من قبل المتحكمين في السلطة ،كذلك تصرفات المحتكرين الذين يستغلون كل فرصة لرفع الأسعار أو قطع التموين و تبعات أزمة الكورونا و ما يتوقع مما بعد الكورونا.

بعض النصائح لتتجنب التعرض للسلوكيات العدائية.

إذا كان الشخص الذي يتصرف بعدائية شخص مقرب مثل الزوجة أو الأخ أو الاب أو حتى الأم تجنب الخصام و حاول أن تتصت بهدوء فقد يكون يتعرض لضغط ويبحث عن وعاء للتفريغ في كوريا أو الصين لديهم غرف فيها أكياس ملاكمة أو غرف الكاريوكي حيث يمكنك الصراخ كما شئت أما هنا فيبحث الناس عن اكياس ملاكمة لتفريغ ضغطهم .قبل يومين زارتني شريكتي في مقر عملي ،تعتبر منطقتي الخاصة ،هي لا تتحدث عن خصوصياتها أنا أتحدث عن مشاكلي الكثيرة فقط من أجل الحديث ثم أصنع حلي بنفسي ،فاجئتني بسلسلة من التقريع ،طلبت منها أن نبتعد عن المكان حتى لا يسمع أحد الموظفين أو الجيران ثم انصت بهدوء ،أغلب كلامها مخطئ لكن تقوم بتفريغ شحنة مما تتعرض له في عملها و منزلها و تبحث عن شخص تقوم بتقريعه،بما أننا بعيدين عن العيون ،أصبحت تتكلم بهدوء و تعتذر مما بدر منها ،أخبرتها بأنني أعذرها لكن إذا قررت المجيء للمكتب هناك بروتوكولات يجب أن نحترمها ،حتى إذا تخاصمنا ووصل الأمر أن يضرب أحدنا الآخر أو يسبه فليكن بعيدا جدا.

أظن حتى على المتزوجين أن يتخاصموا بعيدا عن الأبناء و كل مشكل يحل بالحوار،خاصة مع أشخاص تربطنا بهم علاقة شبه دائمة.

إذا كان الشخص يقدم لك خدمة حيوية و مهمة

لدي محامي حقوق إنسان أتعامل معه من أجل أصدقائي ،الآن لديه مطعم راق جدا بسبب تخصصه في هذا الميدان فالناس المظطهدين يدفعون كل ما لديهم لإستعادة بعض الحقوق المضمونة بالدستور ،أحد أصدقائي جاهل ،كل مرة حين يتصل به يقوم المحامي بسبه رغم أننا دفعنا له المال اللازم لتقديم الخدمة فيجيبه صديقي أنا جاهل و غبي لا تلمني ،حتى أنا حين يكلمني أقول له لا تلمني فأنا جاهل و لا أعرف القانون ،الآن حصل صديقي على جواز سفره ،كلمته وقلت له سآتيك لمكتبك لأكمل لك بقية المبلغ المتفق عليه ،حين إلتقينا و معي صديقي ظخم الجثة ،بدأ يعتذر بأنه يتعرض لظغوطات و أن الملف شائك جدا و يضع حياته تحت المحك ،كالعادة صديقي قال له لا تلمنا فنحن جاهلان وفعلا نجهل القانون .أحيانا يجب أن تكون بارد الدم مادام هناك حل في النهاية .

إذا كان الشخص غريبا و يبدو محترما

في الشارع و في محلات البقالة و الإدارات ،قد نتعرض للتعامل بعدائية ،هناك أشخاص يبدون ظاهريا نظيفين ،حاول أن تجد حلا بالكلام اللطيف أحيانا قد تكون في إدارة وتظطر لقضاء شأن ما و الموظف يكشبر أو يكش عليك ،إذا كنت في آخر الشهر قد يكون مفلسا أو لديه مشاكل تتبعه لعمله ،طبعا إذا كان محترفا يفصل بين العمل و حياته الشخصية لكن كما نعلم موظفي مصالحنا الإدارية كيف يتصرفون ،حاول أن لا تواجهه أو غير الشباك إذا كانت إدارة كبيرة المهم أن تفضها معه بأنقص مشاكل.

إذا كانت سحنته إجرامية

السنة الفارطة كنا نقوم بإجراءات لتأسيس شركة لصديق قال له قريبه وهو قاض بأن وجهه وجه إجرام ،وش إجرام كما يقول المصريين ،الإنسان طبعا لا يختار وجهه لكن هنا وجوه تبدو شرانية و عدائية ،إذا لم ترتح للشخص الذي يبادرك العدائية تجنبه ،ليس جبنا لكن هؤلاء الناس لا يهمهم أن يبيتو في الجيور كما نسميه نحن وهو سجن الإيقاف أو في غرفة نومهم ،الأحسن أن تحاول تجنبهم .

لمن يعيش في بيئات يطغى عليها حمل السلاح ،أو المخدرات ،الشخص مدمن الحشيش عينه تكون تحتها هالة سوداء مثل تلك التي تسببها النظارة ،أما الشخص المسلح أو الذي يحمل مسدسا و يخفيه ،ستلاحظ نوع من العجرفة في سلوكه فحمل السلاح يرفع لك من مستويات الشعور بالشجاعة ،لا أستطيع وصف الشعور لكن ستشعر بأنك في درجة أعلى من عامة الناس و أن الروح بالنسبة لك كالذبابة ،يمكنك أن تلاحظ ذلك بسهولة في مثل تلك البيئات ...

ما هي نصائحك لنحافظ على أرواحنا المرحة و حيويتنا في مثل هذه الحالات؟

هل غياب الفكاهة عن وسائل الإعلام زاد في العدائية؟

هل يساعد حجب القنوات الإخبارية في الإنقاص من العدائية؟

هل إغلاق و تعمد إطالة إغلاق بيوت العبادة لديه تأثير على هذه الزيادة الواضحة؟

هل إجراءات التباعد الإجتماعي هي السبب؟

ما رأيك في العزلة أو العيش في جزيرة؟