دائما وأبدا ما نسمع عبارات الحال في تدهور، الوضع أصبح أسوأ من ذي قبل، المجتمع ينهار، الأخلاقيات تنعدم، وهناك عدد كبير دوما يرى أن الماضي أفضل بأي حال.

يحدث هذا غالبا عندما نتابع نشرة الأخبار ونسمع عن أزمة بالمناخ أو قضايا وجرائم بالمجتمع.

ذكرني ذلك أيضا بكتاب الإلمام بالحقيقة لهانس روسيلنغ وكيف أن للأغلبية نظرة سودوية بعض الشيء تجاه الأحداث، فرغم أن الجميع يظن أن الصحة في إنحدار وأن مستوى التعليم يسوء، لكن الإحصائيات عكست كل هذه التوقعات، ورغم ذلك مازال هناك من يقول أن المجتمع يسوء، والحال يتدهور.

وهذا ما يسمى بانحياز الانحدار (Decline Bias (Declinism وهو الميل إلى رؤية الماضي من منظور إيجابي بشكل مفرط وإلى رؤية الحاضر أو ​​المستقبل من منظور سلبي للغاية، مما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن الأمور أسوأ مما كانت عليه من قبل.

وأحد الوسائل المؤثرة بشكل كبير والتي تدعم هذا التحيز هي وسائل الإعلام، فكيف من المحتمل أن تجعلنا هذه القصص الإخبارية نشعر؟

من الصعب ألا تعتقد أن الأمور تزداد سوءًا باستمرار عندما تكون هذه هي الصور التي يقدمها لنا الإعلام. وعندما يتم الجمع بين هذه الأنواع من القصص الإخبارية وسماع آبائنا أو أجدادنا وهم يروون قصصًا عن "الأوقات الخوالي" ، فإننا نميل إلى المبالغة في تقدير مدى عظمة الماضي ونبالغ في تقدير مدى سلبية الحاضر. هذا يؤدي إلى انحياز الانحدار، وهو انحياز سلبي يجعلنا نعتقد أن الأسوأ لم يأت بعد.

حتى أصغر قراراتنا تتأثر بشكل كبير بآرائنا ومعتقداتنا الشاملة. وهذا التحيز يجعلنا نرى السلبي فقط من الحاضر، بينما نفكر في الطريقة التي كانت بها الأمور في الماضي مع استعادة الماضي الوردي ، والمعروف باسم الحنين إلى الماضي أو الرومانسية. فاسترجاع الماضي الوردي هو الميل إلى رؤية الماضي بشكل أكثر إيجابية مما كان عليه في الواقع. في حين لو تذكرنا هذه اللحظات بحيادية سنجد من بينها ما هو أسوأ من مساوىء الحاضر.

ولكن الاستسلام لهذا التحيز قد يكسبنا نظرة تشائمية وعدم قدرة على اتخاذ قرارات تساعدنا على الاستعداد للمستقبل.

هل واجهت هذا التحيز من قبل؟

هذا التحيز برأيي يمثل عائقا حقيقا في حياة الشخص والمجتمع ككل، لذا برأيكم ما هي الطرق الفعالة لتجنبه؟