هل شهادة في كلية المعلمين ملزمة للتعليم في مدرسة؟

هل برايك كلية المعلمين مفيدة للمجتمع ام يمكن الاستغناء عنها؟

الإجابة عن سؤالك هنا ستختلف كليا عن الإجابة عما قبله، لأنك هُنا عممت السؤال عن كون الكلية نفسها هامة من عدمه، وعن فائدتها بصورة عامة بالنسبة للمجتمع، حتى أنك تتساءل عن الاستغناء عن كلية المعلمين.

من اسم الكلية فهي المادة الخام لإعداد معلمين قادرين على توفير عملية تعليمية جيدة لنا ولأبنائنا في المستقبل.

كيف لنا أن ننادي بتطوير التعليم من ناحية ونتساءل إذا ما كانت كلية المعلمين مفيدة للمجتمع أم لا من الناحية الأخرى؟

لا أجد أن نتيجة لتحقيق متخصصين بالرياضيات مثلا نجاحا في مهنة التدريس، أن تكون ترجمته أن نلغي الكلية الأم المسئولة عن إعداد مدرسين رياضيات مختصين أيضا.

التدريس قبل أي شيء يحتاج لمهارات عديدة، وإن كنت طالبا بكلية المعلمين ولا تمتلك لهذه المهارات ولا تحاول أو تسعى لاكتسابها والتطوير من شخصك فلن تكون معلما ناجحا في كل الأحوال، وهذه ترجمتي لكون هناك أشخاص ليسوا بخريجين كلية التربية لكنهم حققوا نجاحات فيما يتعلق بهذا المجال.

الخلاصة: لا يمكننا أن نهدم الصرح الأم المسئول عن إعداد المختصين الأساسين في أي مجال أيا ما كان مهما كان السبب لأن هذا سيؤدي إلى قصورا آجلا أو عاجلا في المنظومة بأكملها، غير أن أغلب الوظائف بل كلها إن جاز القول تعتمد على المهارات واكتساب المعرفة وتطوير المرء لذاته، لذلك إن اعتمدنا على ذلك كمعيار أساسي سنستيقظ يوما لنجد أنه قد تم الاستغناء عن جميع الكليات وليس كلية التربية فقط.

إن كلية التربية أو الكليات الخاصة بإخراج مُعلمين للمجتمع لا يقتصر دورها على إعطاء الخبرة العلمية فقط، بل إنها تُدرس أيضًا جانب تربوي ونفسي ليؤهل المعلم للتعامل مع الطلاب، وفي بلدي كلما انتقل المعلم للتدريس لمرحلة تعليمية جديدة يقوم بدراسة شيء إسمه دورة تربوية ليتم تأهيله للتعامل مع أبناء تلك المرحلة التعليمية من الناحية التربوية والنفسية.

مثلا من لديه شهادة جامعية في علوم الحاسوب بامكانه تدريس مادة الرياضيات والحاسوب في المدرسة, من لديه شهادة في علوم الكيمياء يمكنه ان يدرس مادة الكيماء, مهندس ميكانيك بامكانه تدريس الرياضيات والفيزياء...الخ من الاختصاصات

هذا يُمكن حدوثه بالفعل، ولكن لابد أن يحصل المعلم على الدورة التربوية قبل دخول مهنة التدريس .

لدي اصدقاء لا يحملون شهادة جامعية في مجال التعليم ولكنهم يعملون كمعلمين في مدارس خاصة وهم ناجحين جدا

كيف يحدث ذلك، وما هي التخصصات التي يُدرسونها طالما أنهم لا يحملون شهادات في مجالات التعليم ؟

هل برايك كلية المعلمين مفيدة للمجتمع ام يمكن الاستغناء عنها؟

لا يُمكننا إنكار فائدتها لأنها في النهاية المسئولة عن إخراج أشخاص تُصبح بيدهم مستقبل أشخاص أخرين لسنوات متتالية، ولكن في الوقت نفسه هناك ما هو بديل لها ويُمكن أن يُحدث نفس الأثر ولكن في وقت اطول من الدراسة المباشرة فيها .

في مدينتي أيّا كان تخصصك يجب عليك أن تدرس في كلية التربية لتستطيع المشاركة في العملية التعليمية وهذا لا يأتي من ضرورة تقصير الشخص وعدم تميزه بتخصصه، بل يأتي أساساً أنه ربما لا يكون الشخص قادراً على فهم آلية التعامل مع الأطفال أو أياً كانت الفئة التي سيتجه لتعليمها.

لكن أصبحت أجد أن الأمر أصبح شكلياً، فقط لزيادة التأهيل وفي الواقع التواصل مع الطلبة يمكن أن يكون موجوداً بالفعل لدى الآخرين دون حاجة مؤهل لذلك.

لذا أرى أنه لو تم عمل مقابلة أو فترة تجريبية لأي شخص يستطيع من خلالها فهم نفسه وطريقة تواصله مع الأولاد أفضل من تهافت الكثير على هذا التأهيل شكلاً فقط وربما يتخرج الشخص من التربية دون أن يكون على قدرة في التواصل الجيد!

أتمنى أن يحدث هذا في المستقبل وأن تكون هناك طريقة جدّية وعملية أكثر لا تظلم أصحاب الشهادات من التخصصات الأُخرى ولا تعطي فرصة وهمية لمن يأخذونها شكلاً.

لكن هل شهادة جامعية في مجال التعليم ضرورية حقا خصوصا في المدارس الثانوية؟

كان هذا الأمر شائع جدا لدينا سابقا، وليس في المدارس الثانوية فحسب بل حتى في الإبتدائية لكن في الفترة الأخيرة أصبح مقيد قليلا وينطبق على بعض التخصصات فقط.

لدي اصدقاء لا يحملون شهادة جامعية في مجال التعليم ولكنهم يعملون كمعلمين في مدارس خاصة وهم ناجحين جدا.

المدارس والمعاهد الخاصة مختلفة عن العامة، فمثلا في معهد اللغات تجد الكثير من المدرسين الحاصلين على الشهادة الجامعية في اللغة المطلوب دون حاجتهم لشهادة التعليم.

هل برايك كلية المعلمين مفيدة للمجتمع ام يمكن الاستغناء عنها؟

لو كان الأمر محصور في المادة المقدمة فحسب، يمكن لأي شخص يتملك خبرة ومعرفة بالتخصص القيام بالمهمة، لكن المعلم بحاجة لمعرفة أساليب وطرق التعليم المناسبة هذا إضافة لدوره في التربية أيضا.

أعتقد أن هذه الكليات تقدم تفاصيل أكثر مقارنة بالجامعات العادية، لهذا ليس من السهل التخلي عنها خاصة وأنه علينا التركيز أكثر على التعليم كونه أساس بناء الأمة.