الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، على الرغم من أني أتفق مع هذه الجملة إلا أن لدي بعض التحفظات عليها، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه نعم، لكن من وجهة نظري أن هذا لا يرتبط بأعداد كبيرة من الناس أو الأصدقاء.

أعتقد أن شخص واحد أو عدة أشخاص قليلة هي ما تجعلنا نقول أن الإنسان اجتماعي بطبعه، لأنه لا يستطيع أن يعيش وحده تمامًا، أن يكون معزول بصورة كلية عمن حوله، مهما كان حبه للوحدة أو الانطوائية ستجد أنه على الأقل يفضل وجود شخص أو اثنين في حياته.

وكلما كبر الإنسان كلما قل شغفه في تكوين صداقات جديدة، أو قلت حاجته لوجود عدد كبير من الأشخاص من حوله، ربما لأننا في سن صغير يكون لدينا جموح، نريد أن نكتشف كل شيء في الحياة، أن نمرح ونسافر ونقوم بتجربة أشياء جديدة، نريد التعرف على أصدقاء من كل الأشكال والألوان لتتنوع تجاربنا معهم.

كما أرى أنه كلما كبرنا كنا أكثر نضجًا، لقد قمنا بتجربة العديد من التجارب في الحياة بالفعل، اكتشفنا العديد من الأشياء، ووصلنا للسن الذي نريد فيه الاستقرار، الرغبة في الاستقرار تترافق مع تقدم العمر، لذا ربما يقل شغفنا في تكوين أصدقاء جدد لأنه يكون لدينا بالفعل عدد من الأصدقاء – ولو قليل – ممن نشعر معهم بالاستقرار والأمان، لا يطلبون منا المزيد، فهمناهم وفهمونا وتأقلمت حياتينا معًا

وربما نشعر أن التغيير ومحاولة اكتساب المزيد من الأصدقاء في وقت نضوجنا واستقرارنا، يمكن أن يؤثر على هدوء حياتنا، فالعلاقات الجديدة تتطلب جهدًا ربما لا نستطيع أن نبذله في هذا السن، لا نريد أن نقدم أشياء جديدة.

ما رأيك ما الذي يحدث عندما نكبر؟ لماذا يقل شغفنا تجاه تكوين الصداقات وما التغيير الذي يطرأ علينا ويجعلنا لا نريد تكوين أصدقاء جدد؟