كل منا يظن أنه يعرف الحقيقة الكاملة للأشخاص من حوله، تشعر أنك قريب من شخص لدرجة أنك تعرف حتى فيما يفكر، لكن هذا غير صحيح، هناك دائمًا جانب خفي لأي شخص فينا، دائمًا هناك أشياء لا نتحدث عنها، أشياء نفكر فيها فنخاف حتى أن نتحدث فيها داخل عقلنا بيننا وبين أنفسنا، لذا لا تظن مهما كنت قريب من شخص أنك تعرفه بنسبة 100 بالمائة، هناك جزء خاص به دائمًا لن يمكنه أن يقوله لك ولا حتى لنفسه.

يجب أن تفرق جيدًا بين شيئسن مهمين:

الجانب الخفي في الأشخاص: وهذا لدينا جميعًا، هناك دائمًا جزء لا نحب أن نخبر الآخرين عنه مهما كانوا قريبين منا، إنها حريتنا ومساحتنا التي لا يجبرنا أحد على فعل عكسها، وهي لا تضر الآخرين لأنها شيء يخصنا وحدنا.

*الجانب المتظاهر والكاذب: هذا يكون لدى بعض الأشخاص فقط ممن يتسمون بالخداع والكذب، يتظاهرون بما ليس فيهم بما يضر الآخرين، وهذا يجعلهم أشخاص زائفين.

على الرغم من أن لدينا جميعًا تقريبًا جانب خفي إلا أن هذا لا يعني أننا لا نعرف الأشخاص من حولنا، ولكن يعني أننا نعرف معظم صفات وتفكير وطبيعة الشخص، لكن لا نعلم عنه بنسبة 100 بالمائة، لأننا أنفسنا ربما لا نعرف 100 بالمائة عن أنفسنا، ومن يفهمنا بصورة كاملة تمامًا هو الله وحده.

وأعتقد أن الجانب الخفي الذي يمتلكه أي شخص لا يضر علاقتنا معه بأي حال من الأحوال، فليس من المنطقي والعادل أن نتعرى تمامًا أمام الغير، يجب أن نحتفظ بالحد الأدنى على الأقل من خصوصيتنا وشكلنا، ولا يعني هذا أننا زائفين ولا يعني أن علاقة الشخص الآخر بنا ناقصة.

ماذا عنك أنت؟ هل تعتقد أن لكلًا منا جانب خفي حتى لو بسيط؟ وهل تعتقد أن هذا حق من حقوقنا جميعًا أم أنه يجعل علاقتنا بالغير وعلاقة الغير بنا ناقصة؟