لماذا نحتاج المشاعر السلبية في حياتك ؟

إذا كنت موجوداً في هذه الصفحة وتقرأ هذا الموضوع، بالتأكيد أثار انتباهك وتُفكر في اكتشاف لماذا تحتاج المشاعر السلبية في حياتك؟

كثيرا منا يعتقد أن المشاعر السلبية شيء مزعج للغاية، ما لـــــها قيمة أو منفعة. الشيء الذي يجعلنا نطرح السؤال: هل تضم المشاعر السلبية في طيّاتها منافع وفوائد؟ وإذا كان كذلك،ماهي هذه المزايا ثم كيف نستفيد منها ؟.

تجد في هذا المقال عزيزي القارئ جواباً على هذا الأمــــر، ويزُفُّ لك خمس مزايا للمشاعر السلبية.

هل تحمست أكثر للموضوع؟ رائع! تابع القراءة لتتعرف المزيد حول أربعة مزايا للمشاعر السلبية التي من شأنها أن تُغيِّر نظرتك لها .

1.أن تجعلك واقعي في تصرفاتك

2.أن تُحَسِّن نوعية حياتك

3.أن تدرك قيمة اللحظة السعيدة

4.ان تقبلك للمشاعر السلبية سبيل للصحة النفسية

1.أن تجعلك واقعي في تصرفاتك

لابدأن نُدرِك تماماًأن الحياة تعتريها اللحظات السعيدة وغير السعيدة،تعبر بنا الحياة بمواقف وأحداث تجعنا سعداء وفي لحظات أخرى نكون غير ذلك.

نتعرض لأحداث و تجارب قاسية تُؤَثِّر بشكل كبير على سعادتنا.فالحياة كعُملة معدنية ،تتضمن وجهين أو قطبين اثنين:

فاللحظة السعيدة تسعدك،أما اللحظة الحزينة وتقويك تعلمك و تُفْهِمُك معنى وقيمة اللحظة السعيدة.ثم إنه لا يمكن أن نتخيل الحياة بدون مشاكل أو تحديات.

صحيح أن المشاعر الايجابية مفيدة للصحة النفسية والعقلية.والتي تندرج ضمن نظرية الرفاه أو الحياة الطيبة لمؤسسها مارتن ساليكمان،

وهو من رواد علم لنفس الايجابي من جامعة بنسلفينيا، هذه النظرية التي لطالما تعرضت للنقد واعتُبرت أنها غير واقعية.

وفي المقابل ،لايمكن أبدا إنكار الحياة التي تعتريها النكبات والاخفاقات والازمات أيضا، وما تُخلِّفه من مشاعر سلبية.

فكلا المشاعر تُعطي تجربة حقيقة ومتكاملة للانسان؛ حتى ينضج وينمو ويتعلم.وهذا ما سنتطرق إليه في النقطة الموالية.

2.أن تُحَسِّن نوعية حياتك

عندما تعترضنا مشاعر سلبية أو مشاعر غير مرغوب بها، فهي حِينئذٍ إشارة قوية أنه ثمة خطبٌ في حياتك لابد تهتم بشأنه،أو تُعيد النظر فيه من جديد.

فتلك المشاعر تُعتبر تنبيهاً طبيعياً لِأن تخطو خطوات حقيقية خطب ما، أو أن تتعامل معه بِجدية أكثر.

بدل التجاهل و اللامبالاة ؛وتكون بداية التحسن والتطور في حياتك على افتراض أنك تسعى إلى ذلك بالتأكيد (طبعا قراءتك لهذا المقـــال دليل قوي على أنك تهتم بتحسين و تجويد نوعية حياتك.

3.أن تدرك قيمة اللحظة السعيدة

نحن بني البشر نتغافل و نكاد لا نُعطي القيمة الحقيقة للحظات الجملية التي كثيرا ما تُخالجنا و تراودنا في حياتنا، وغالباً لا نشعر بالامتنـــان لذلك.

بين الاحزان توجد السعادة....فشعورك مثلا بالحزن أو أي شعور آخر من المشاعر السلبية في وقت ما من يومك، مع إدراكِك وعيكَ بما تشعر به قد يجعلك أن تفكر و تتذكر اللحظات والتجارب السعيدة التي مررت بها سابقا وتُدرِك قيمتها وتحاول أن تستمتع بها أيضا.

4.ان تقبلك للمشاعر السلبية سبيل للصحة النفسية

مهما كانت المشاعر التي نشعر بها فهي شيء مهم جدا ومفيد ،ويمكن أن تكون كذلك سبيل لحياة طبية.فلا يجب أن نكتُم مشاعرنا وأن نُضمِرها أياً كانت، فكــتم المشاعر يُسبِّبُ فعليا أشياء غيرمرغوب بها.

قد تسال الآن عزيزي القارئ و تقول: كيف للمشاعر التي لطالما نسميها مشاعر سلبية سبيل للحياة السعيدة ؟؟؟ .

نعم، باعتبار أن أثمن لحظة، هي لحظة و وعينا وفهم نوعية تلك المشاعر التي تراودنا.

بعد ذلك، تليها مرحلة تقبل تلك المشاعر وعدم التفكير آنياً في خَلاصِها أو كيفية تلاشيها،

ثم طرح الأسئلة العميقة التي من شأنها أن تجعلك أكثر فهما و مُدرِكاَ وساعيا وراء الأسباب التي أوصلتك إلى تلك الحالة من المشاعر السلبية.

لمزيد من التوضيح أصوغ لك هذا المثال:عندما تشعر بالملل و الضجر في يومك، فًحًلِيُّ بك في الوهلة الأولى أن تفهم وتعِيَ ما يُخالِجك من مشاعر و تتقبلها(يمكن لك تطبيق نفس الاستراتيجية مع باقي المشاعر، فقط حَدِّدْ نوع المشاعر التي تُراوِدك، هل هي قلق،غضب،حزن،اشمئزاز أوغيرها من المشاعر غير المرغوب بها).

ثم تصوغ فرضيات لأسئلة قد تطرحها على شاكلة:ما السبب التي جعلني أشعر بالملل ؟ وأكيد ،عندما تُدرك الأسباب التي جعلتك تشعر بهذه النوعية من المشاعر، تأتيك الخطوة الموالية، وهي سبيل الخلاص من ذلك.

نقصد بالخلاص: الطرق التي يمكن أن تساعدني حتى أتجاوز هذه النوعية من المشاعر.

الخاتمة

على الرغم من أن المشاعر السلبية تجربة صعبة وغير مرغوب بها، ولا نُـنكِر ذلك أبداً؛ لكن في المقابل، هي حقا مفيدة.وإليـــك سببين اثنين:

1-المشاعر السلبية هي عكس المشاعر الايجابية،بدون هذه المشاعر المتعبة والسلبية.لا يمكن أبدا تذوق طعم المشاعر الطيبة من السعادة و الثقة والامل.

2- المشاعر السلبية تحمل معها رسائل قوية؛ حتى ننتبه لها و نتطور ونصبح أفضل.

تذكر جيداَ عزيزي القارئ أن:

ليست المشاعر السلبية هي التي تؤثر على حياتنا الصحية و النفسية و العقلية؛ لكن ردود أفعالنا نحوها وطريقة مُدَارَاتنا لها هي التي تؤثر على ذلك.

المصادر والمراجع

[1] مقال “المشاعر السلبية” من موقع [www.betterhealth.vic.gov.a ، تمت مراجعته يوم 05/5 /2020

[2] مقال “ماهي المشاعر الايجابية والسلبية وهل نحتاج كلايهما “، من موقع positivepsychology.com تمت مراجعته يوم 05/5 /2020

[3] مقال “المشاعر السلبية مفتاح الصحة النفسية” ، من موقع www.scientificamerican.com تمت مراجعته يوم 05/5 /2020

[4] فؤاد بوشهري “كتم المشاعر السلبية ” ، مقطع من على اليوتوب تمت مراجعته يوم 5/5 /2020

[5]مقال “ كيف نتعامل المشاعر السلبية والتوتر “، من موقع

، تمت مراجعته يوم 7/05/2020