لماذا غالبا ما يميل الأشخاص للمعلومات التي تؤيد معتقداتهم؟

أحيانا عند اتخاذ قرار ما، أو عند القدوم على نقاش مع شخص يعرض وجهة نظر مختلفة نبحث سريعا عن معلومات وبيانات تؤكد صحة أرائنا ومعتقداتنا، ولا يقتصر الأمر على القرارات الشخصية فقط، بل عند الإقدام على بناء مشروع، أو الاستثمار في مجال ما، أو حتى اختيار مهارة لتعلمها.

وهذا ما يُسمى في مجال علم النفس المعرفي بتحيز التأكيد، وهو مصطلح يصف كيف يفضل الناس بشكل طبيعي المعلومات التي تؤكد معتقداتهم الموجودة سابقًا.

ويؤثر التحيز في التأكيد على التصورات، واتخاذ القرار في جميع جوانب الحياة على الفرد، وإتخاذ أبسط القرارات وصولا لرجال الأعمال والمستثمرين؛ إذ يؤدي التحيز في التأكيد إلى إتخاذ المستثمرين قرارات سيئة، سواء كان ذلك في اختيارهم للاستثمارات أو توقيت الشراء والبيع.

ما السبب لوقعونا تحت أثر هذا النوع من التحيز؟

يمكن للعديد من العوامل التي لا يعرفها الأشخاص أن تؤثر على معالجة المعلومات. يلاحظ الفلاسفة أن البشر يجدون صعوبة في معالجة المعلومات بطريقة عقلانية وغير متحيزة بمجرد أن يطوروا رأيًا حول قضية ما. غالبا يكون البشر أكثر قدرة على معالجة المعلومات بشكل عقلاني، وإعطاء وزن متساوٍ لوجهات نظر متعددة، إذا كانوا بعيدًا عاطفيًا عن المشكلة.

أيضا عندما نتخذ القرار بالفعل نبدأ نتوجه تلقائيا للمعلومات ونطوق لسماع وجهات النظر التي تؤيد قرارنا، حتى أثناء خوضنا في نقاش مع شخص يطرح فكرة معارضة، نبدأ أن نبحث عن ما يؤكد صحة وجهة النظر الخاصة بنا، بدلا من البحث عن احتمالية خطأها.

لذا السؤال الذي يطرح نفسه،

ما هي المخاطر التي قد تنتج من وراء هذا التحيز عند إتخاذنا أي قرار؟

هذا النمط التحيزي من أشهر الأنماط التحيزية في علم النفس وأكثرها انتشارا بين جميع الأفراد، وحتى تؤثر على بيئة العمل خاصةً.

لذا لا شك أن في حياة كل شخص ما قرار أو رأي اتخذه تحت هذا التأثير، في رأيك كيف يتخلص الفرد من هذا التحيز؟ وإن كان لديك تجربة مع هذا النوع من التحيز توضح أثره على اتخاذك للقرار شاركنا بها فضلا.