التفكير الصحي والتفكير الإيجابي


التعليقات

أكره دائماً هذا الجانب المغلق خصوصاً في كتب التنمية البشرية، إذ يخبروك أن تبقى متفائلاً إيجابياً مهما حصل وليس ذلك فقط بل يخبروك بأن تبتعد عن الأشخاص المحبطين والحزينين حتى لو مرّوا بهذا الحزن بشكل وقتي فقط، فلا تقترب منهم لأنهم سيقومون بعكس الحزن والإحباط وكل المشاعر السلبية في العالم عليك.

متناسين أننا نحن نمرّ بتلك الظروف الصعبة التي تجعلنا نود التعبير عن حزننا والتي يمكن أن تأخذنا في قبوٍ مظلم من الإحباط، وكل هذا بسبب الإيجابية الكاذبة التي نمنن أنفسنا بها ونترك جانب الحياة الذي يمكن أن يكون صعباً في دواخلنا حتى تتيبس صدورنا ونصاب بالإحباط اللاواعي.

أنا ضد الإيجابية الدائمة البطولية والكاذبة التي تخدع شخصها وتأخذه إلى النفاق لأننا لن نصبح أشخاصاً حقيقين دون إنكسار وألم وبكاء وضياع، لنستطيع حين نضحك أو نكون إيحابين المضيّ قدماً بشكل حر ومتوازن.

وهل يمكن أن نفكر إيجابيا وداخلنا حزن كهذا يؤرقنا ويصل لدرجة أن يؤثر على صحتنا؟ أنا لا أؤمن بهذا وإذا كان الشخص يشعر بالحزن سيؤثر على تفكيره بكل تأكيد حتى لو كان يظهر غير ذلك.

كما أن الحزن في حدود قد يجلب السعادة، الانعزال في المنزل ورفض مقابلة أي شخص يساعد الجهاز المناعي على استعادة قوته، وبحسب الخبيرة النفسية كريستينا وود فإن "لحظة الحزن تمثل فرصة مثالية للغاية للتفكير في الأخطاء المحتملة التي ارتكبها الشخص وكيف كان مسؤولا عما حدث. ويمكن أن يمهد الحزن طريقا للتحسن عندما يفقد الشخص وظيفته أو يقطع علاقته بشخص ما".

بمعني آخر يجب على من يحزن أخد وقته في ذلك والتفكير الإيجابي هو من يساعده في الخروج من ذلك الحزن، لأنه من غير الممكن أن يكبت الشخص مشاعره ويخدع نفسه ومن حوله بأنه سعيد.

التفكير الإيجابي ليس تجاهل للحزن أو عدم السماح به .

بل إنه التعامل مع الحياة بنظرة إيجابية ومواجهة التحديات والبحث عن كيفية التغلُّب عليها وليس الإستسلام لها، والإيجابية في التفكير لا تعني التجاهل بل تعني التعامل مع المواقف بحكمة .

فالتفكير السلبي يجعل الشخص يتعامل مع العقبات والمشكلات كأنها النهاية ويُلقون اللوم على أنفسهم في كل شيء، أما من يُفكر بشكل إيجابي .

أما من يُفكر بإيجابية فهو يقوم بمواجهتها وينظر لها أنها مواقف مؤقته وسوف تمُر في النهاية .

وتلك هي الطريقة الأفضل في التفكير من وجهة نظري، فالإستسلام أمام الحزن حتى ينتهي ليس حلًا، وتظل المواجهة مع نظرة إيجابية هي الحل الأفضل في المواقف السلبية .

جزء من الايجابية هو أن تتقبل ضعفك البشري بكل مواراده واحتياجاته، أن تسمح لروحك بالراحة والانقطاع وقتًا كافيًا للتعافي، قد يبدو الأمر خياليًا وكثير من الناس قد تصف هذا بكونه طفولي وأحلام مستحيلة، لكن صدقني صديقتي أو صديقي أيَا كانت هوية القاريء لهذا التعليق لكن صدقني إذا أوليت الوقت والمجهود والبيئة لإراحة نفسك لن تندم أبدًا وستتفتح السب أمامك!

دعينا نفرق بين التفكير الإيجابي والكبت النفسي ، التفكير الإيجابي هو أن نتعامل مع المواقف المزعجة أو تحديات الحياة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية والتغلب عليها بشكل يبني الأنسان ولا يهدمه أما الكبت النفسي أو ما يُسمى بالكظم (Repression)) يُعرفه علماء النفس بأنه عملية خاصة بشعور الإنسان وميله لإنكار مجموعة من المشاعر والذكريات المؤلمة والأفكار التي وقعت في الماضي وسببت له صدمة نفسية، مما يستدعي إنكار الشخص لها تماماً ونقلها من دائرة الشعور إلى دائرة اللاشعور ومن دائرة الوعي إلى دائرة اللاوعي .

حتى لو مروا بأصعب الظروف تجدهم لا يسمحون لأنفسهم بالحزن وفي الحقيقة

بالنسبة لي لا يكنني كبت حزني ، عند تعرضي لمشاكل وازمات او ضغوطات سواء في البيت

أو أي مكان كان ومع أي أحد أو اي نوع من المشاكل ؛تلقائيا اطلاق أغضب أو أبكي ،ربما تلك الوسيلتين الأكثر إعتمادا عليها في مواجهة المواقف التي اتعرض لها في حياتي


ثقافة

لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية والاجتماعية بموضوعية وعقلانية.

96.6 ألف متابع