الأمر اكبر مما تعتقد، و اذا لجئنا للنقاش فيه فسنظل نضع إفتراضيات و احتماليات جديدة.

فالأمر اقرب للخيال عن الواقع، و في قانون الخيال يمكنك ان تتخيل ما شِئت.

و لكن بعيداً عن الخيال، اذا نظرنا للأمر من منظور واقعي قليلاً؛ لماذا نستبعد احتمالية ان هناك من يعيشون على بُعد مليارات السنين الضوئية عنا؟ يتنفسون و لديهم قلب مثلنا، او ربما هيأتهم غير هيأتنا كبشر!

وكالة ناسا صرحت الإسبوع الماضي انها منذ عام 2007مـ تستقبل موجات صوتية من مكان مجهول من الفضاء لم يتم تحديد مكانه او بعده، يقول التصريح ان الموجات مداها قصير و لكن نبضاتها قوية، و تستمر بشكل منتظم لمدة ٦٧ يوم، ثم تتوقف ٩٠ يوم و تعيد الكرة مرة اخرى و على هذا الحال منذ ٢٠٠٧.

يقولون انه ربما كويكب فضائي يسير في مدار بإنتظام و يرتطم بعائق كل ٩٠ يوم بالتقدير الأرضي، فيظل الإرتطام يصدر موجات على مدار ٦٧ يوم، و هذا هو ما اراه اقرب للواقع.

و لكن نفس الوكالة "ناسا"، قالت اننا نشك في انها اشارات من عالم آخر غريب يحاوب التواصل مع الأرض، و هنا الأمر يبدو اكثر تعقيداً.

فإن نظرنا للأمر من منظور ديني اسلامي بحت؛ لم يرد في اي ديانة سماوية ان هناك من يعيشون في هذا الكون غيرنا، و الإسلام كرَّمنا كإنسان، و دل على ان الله جل جلاله قد هيء الأرض للعيش.

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ﴿١١ البقرة﴾

الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ﴿٢٢ البقرة﴾

وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ﴿٢٧ البقرة﴾

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ ﴿٢٩ البقرة﴾

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴿٣٠ البقرة﴾

وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦ البقرة﴾

كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ ﴿٦٠ البقرة﴾

فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا ﴿٦١ البقرة﴾

قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ *الْأَرْضَ ﴿٧١ البقرة﴾

وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ ﴿١٦٤ البقرة﴾

يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا ﴿١٦٨ البقرة﴾

وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ ﴿٢٠٥ البقرة﴾

وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ﴿٢٥١ البقرة﴾

لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴿٢٥٥ البقرة﴾

أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ﴿٢٦٧ البقرة﴾

لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ ﴿٢٧٣ البقرة﴾

لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴿٢٨٤ البقرة﴾

إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴿٥ آل عمران﴾

وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴿٢٩ آل عمران﴾

فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ ﴿٩١ آل عمران﴾

وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ ﴿١٠٩ آل عمران﴾

وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴿١٢٩ آل عمران﴾

قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ﴿١٣٧ آل عمران﴾

وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ ﴿١٥٦ آل عمران﴾

يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ ﴿٤٢ النساء﴾

هذه هي جميع مواضع كلمة الأرض في القرآن الكريم، و لعل اكثر ما يدل على انه ليس هناك بشر إلا على كوكب الأرض هو هذه الآية: >وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦ البقرة﴾

اما عن وجهة نظري الخاصة، فبالطبع لا تشكيك في القرآن..

و لكن هيهات! ما الدليل القاطع بأن الأرض في كل هذه الآيات هو المقصود بها الأرض كـكوكب؟ أليس من الممكن ان المقصود بالأرض هنا هو كل ما نمشي عليه فيُسمَّى ارضاً ؟

الآن انتم لديكم الجانب العلمي، و الجانب الديني، و الجانب الشخصي، فبأيهم انت مقتنع؟ و لما؟ و هل انت لديك وجهة نظر رابعة مقتنع بها؟

دعونا نفتح مخيلتنا دقيقة و نرى ما سنستطيع ان نصل إليه من استنتاجات!