المقال كاملا - موقع ساسة بوست -

يستعد المسلمون لاستقبال عيد #الفطر ولسان حالهم يقول قول #المتنبي بأي حاَل عدُت يا عيد بمَا مَضَى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ… أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيدًا دونَهَا بِيدُ، مع الاعتذار للمتنبي، أمّا الأَحِبَّةُ فكورونا أبعدهم، وكيف يصح لنا عيد #دونهم، فالعيد كذلك لن يكون كعادته.

فبين الصلاة في البيوت، ووضع #الكمامات، والتباعد الاجتماعي، وغياب الزيارات بين العائلات، سيكون عيد الفطر الذي من المتوقع أن يكون في بداية الأسبوع قد حل في ظروف وتقاليد وعادات #استثنائية فرضتها جائحة كورونا على المؤمنين أجمع.

وبما لا شك فيه أن كل واحد منا يسأل #نفسه: هل سيأتي العيد ونشعر #بفرحته واحتفالاته وبهجته؟ أم سيظل الخوف والقلق #مسيطرين علينا في ظل أزمة كورونا واستمرار الحجر؟ ويتساءل بعضهم الآخر كيف ستكون صلاة العيد؟ وكيف تكون صلة الأرحام في هذه المناسبة العظيمة؟ وكيف تكون زكاتها في خضم الجائحة؟

ما نقوله في هذا #المقام إن علينا كالمؤمنين أن نفرح بالعيد من باب الحديث تفاءلوا خيرًا تجدوه، فتفاءلوا بزوال هذا #الكرب وهذه #الغمة بإذن الله تعالى، كيف ونحن أمة مأمورة بالتفاؤل والاستبشار، بقول النبي، صلى الله عليه وسلم: يسِّروا ولا تُعسِّروا وبشِّروا ولا تنفِّروا.

ففرحنا بالعيد فيه بشارة وتفاؤل بزوال هذا الوباء إن شاء الله تعالى، كما أن الفرح والبهجة هما العلاج والدواء والمخرج #للإنسان لكي لا يقع فريسة للحزن والإحباط والوساوس التي تلتهم نفسه وكيانه، وتنتشر وتزيد كما تفعل النار، فإن كان وباء #كورونا ينتشر في العالم وذلك خارج إرادتنا وليس لنا يد فيه، فلا ينبغي لنا أن نسمح لوباء #اليأس والإحباط أن ينتشر داخل نفوسنا وأرواحنا، فهذا الأمر بيدنا، نحن من نملك القرار فيه ولا أحد آخر.