أنا هو ذلك الانسان الذي يعشق الطيران كعصفور يسبح في كبد السماء يلتقط المناظر يلامس الأرواح, أتصالح مع نفسي أُرضيها دائماً فهي كثيرة الطلبات أشُق معها عُباب بحار الحياة لا أُبالي بكثرة العقبات والمشكلات مؤمن تمام الإيمان أن الحياة دون اتصال مباشر ومادي مع محيطي الذي أقبع فيه ضرب من الجمود يتنافى مع طبيعتي البشرية.

كل ذلك كان وإلى وقت قريب وهو يسير على أحسن ما يرام حتى غزا ذلك الفيروس (كوفيد-19) هذا الكوكب وهُنا كانت نقطة التحول في كل ما سبق ذكرة, انتابت الشعوب حالة من الهلع ففي منطقتي أغلقت السينما ودور العبادة ومراكز التسوق بل حتى بعض المراكز الصحية الصغيرة لقلة الإمكانات الطبية الموجودة فيها وانتقلنا الى العيش تحت مفهوم الحجر الصحي أو الحجر المنزلي.

في بداية الأمر كنت كالطفل الذي يبكي وهو يريد قطعة الشوكولاتة التي منعها عنه طبيب الأسنان, كنت مثل ذلك البركان الذي يغلي جميع ما بداخله دون أن يستطيع إخراجه. أسأل نفسي مراراً وتكراراً كيف لي أن أقضي هذه الفترة المشؤومة بين أربعة جدران؟ كيف لي أن أنهض في الصباح الباكر ولا أحتسي كأس الشاي مع العم أحمد في ناصية الحارة نتجاذب أطراف الحديث؟ كيف وكيف وكيف!!!