يقتضي تواجدنا في العمل قضاء معظم الوقت الذي نكون فيه نحافظ على قدرة ذهنية وطاقة متقدة لبذل الجهد الجسدي والعقلي، ومع قضاء هذا الوقت يصبح الفرد ليس قادراً فقط على مشاركة الواجبات والمهام المطلوبة منه في عمله بل تأخذ الآراء والأفكار والمشاعر طريقها في الخروج والمشاركة مع زملاء العمل وأفراد المؤسسة.

وفقًا لمنظمة Gallup (وهي شركة تقدم الخدمات الاستشارية الإدارية حول العالم)، فإن الأشخاص الذين لديهم صديق مقرب في العمل يزيد احتمال مشاركتهم وانخراطهم في وظائفهم سبع مرات. وليس من الضروري أن يكون صديق مقرب، وجدت Gallup أن الأشخاص الذين لديهم ببساطة صديق جيد في مكان العمل هم أكثر عرضة للرضا الوظيفي والنفسي.

الاختلاف بين علاقات العمل والعلاقات خارج العمل

ربما يحكم العلاقات داخل العمل الكثير من الظروف الإضافية عن تلك التي تحكم العلاقات خارجه، ففي العمل هناك أشخاص يكونون نداً لك أكثر من أن يكونوا أشخاص عاديين تحب قضاء الوقت معهم بأريحية تامة لتناقش حياتك الشخصية أو لمجرد زيارة الأماكن والذهاب للسينما كما هو هدف العلاقات خارج العمل، لكن في العمل تكون تحت ضغط الاحتمالات والظروف، فربما هناك شخص يكنُ لك المحبة فقط ليصل لهدف مهني ما، أو يقوم بمشاركتك الوقت والأراء في سبيل التعرف على نقاط ضعفك ليستغلها في المنافسة.

هل تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم ايجاباً او سلباً على تكوين علاقات العمل؟

دراسة أمريكية وجدت أن العمل كان واحداً من أكثر الأماكن شيوعا لتكوين العلاقات والترابط بين الناس ولكن نسبة العلاقات التي تبدأ في العمل انخفضت بشكل حاد منذ عام 1990 نتيجة انفجار استخدام الانترنت وظهور وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التواصل الأخرى.

ربما يعود هذا لغياب الحافز الحقيقي وراء بناء العلاقة والتفكير بها وأخذها الوقت اللازم، تستطيع الأن بكبسة زر أن تجد ما تحتاج معرفته عن الشخص الفلاني دون عناء التواصل البشري الحقيقي والذي يولد مواقف تعطي العلاقة فيما بعد قيمتها.

هل برأيك من الضروري أن نفصل بين علاقاتنا في العمل وعلاقاتنا الشخصية خارجه؟ هل تتبع معايير وضوابط خاصة بك لتجنب الخلط بين هذا النوع من العلاقات؟