تأخذنا الحياة في جوهرها نحو احتدامات المستقبل المجهول، وعدم القدرة على تصور ما يحدث من الأمور مهما بلغ جهدنا في التخطيط والتقدير لها بناءً على تصورات واضحة نضعها نصب أعيننا، لكن هذه التصورات تتعارك فيما بعد لتنتج كيان مختلف تصقله التجارب أكثر من الرؤى.

لا أنطلق في هذا الطرح من نقاط مثل عدم الرضا وعدم الاقتناع بما لديك والحسد والغيرة وكل هذه الأمور التي تُفسر تلقائياً ما إن يطرح الكثيرون من حولك أخبار فلان وعلان أين وصلوا وماذا حققوا بينما أنت لم تفعل مثلهم ولم تصل إلى ما وصلوا إليه.

لكن لا يمكننا أن ننكر تواجد هذه المقارانات واصطدامنا به بشكل شبه يومي، ربما تكون المقارانات ناتجة عن المجتمع الخارجي ومع الوقت وكثرة طرحها تبنى جدران دون إذناً منك بشكل باطني قادر على التسلل في أي وقت تشعر به بالإحباط أو اليأس وربما ظروف تجعلك غير قادر على الخروج منها كمسلمات حياتية يؤثر بها المجتمع الصغير كالأسرة أو المجتمع الأكبر كالأصدقاء وعلاقات العمل.

دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشييد هذه الجدران

لا يخفى على أحدٍ منّا أننا أصبحنا نتابع حياة أي شخص نريد بكبسة زر فقط، الفئة التي لدينا في الغالب تكون من زملاء العمل والجامعة، كل هذا يأخذنا نحو تغذية العقل بمرور السنوات وماذا أصبح كل من هؤلاء الأشخاص، أشخاص كان بينكم يوماً تنافس شديد في الدراسة ومشاركة الطموح.

هل هذا الشخص اليوم تجاوزك في شخصيته تلك؟ كيف سارت حياتهم بهذا الشكل؟

في حال كنت في مرحلة ما من حياتك لها طابع العشوائية وعدم معرفة اتجاهك ستسأل هذه الأسئلة أو سيطرحها عليك الأخرون من حولك، مما يبنى ذلك جدران قادرة على محاصرة وعيك وجعله فريسة لمفارقة الانجازات وجودة الحياة والمسارات الواضحة.

الطموح مقابل الانجاز!

مسايرة للواقع والظروف يجد بعضنا نفسه يتجه نحو مجالات مختلفة مهما بلغت انجازاته فيها تبقى رغبته وطموحه الأساسي يشع داخله، تراكم الوقت عليه دون تحقيقه يجعله يشق طريقه في مقارنة نفسه بما استطاع الأخرون من حوله تكوين طموحهم وتصديق ما كانوا يسعون إليه.

كيف نتخلص من كل هذا؟

لا أريد أن أترك حلولاً ونصائح عامة، فهذه طبائع تختلف من شخص لأخر حسب ظروفه وتكوينه الداخلي لشخصيته، لكن في حال مرور الشخص بفترة عدم تأكد وضياع نفسي أو مهني أو حتى على صعيد حياته ككل، تصبح هذه الجدران قادرة على حصاره بشكل تدريجي لربما يصبح هاجسياً في المستقبل.

لذا وددت أن أناقش هذا الأمر معكم، هل وجدت نفسك يوماً داخل هذه الجدران؟ كيف تخلصت منها ومن الضغط الناجم عن ظهورها وأكملت طريقك؟