"الصداقة بين الآباء و الأبناء" هل أحد والديك صديقك؟ وهل تُفَضِل أن تصبح صَدِيقًا لإبنك؟

‏ لا بد للوالدين أن يحاولا طول الوقت بناء صداقة مع الأبناء، وإعادة المحاولة؛ لأن اكتساب ثقة الأبناء لا يأتي بإعلان الرغبة في الصداقة، وإنما بالممارسة‏،‏ ولا يأتي في يوم وليلة، بل بالمحاولة المتكررة للاستحواذ على ثقة الأبناء، ‏وهذه الثقة لا يمكن أن يمنحها الأبناء الذين يشعرون أن آباءهم يستهترون بهم، ويستخفون بعقولهم، ولا يستمعون لآرائهم، ولا يفهمون احتياجاتهم.

أيضا لا توجد قواعد ثابتة في العلاقات البشرية إلا الصدق والاستمرار، وتصحيح الأخطاء أولاً بأول من خلال الممارسة،‏‏ أما مقولة: إن البنت تصادق أمها والولد يصادق أباه، فهي مقولة ليست صحيحة، والأب يمكن أن يصادق ابنته كما يصادق ابنه على حد سواء، وكذلك الأم، اللهم إلا في بعض الأمور شديدة الخصوصية‏.

ولا بد أن ندرك أهمية الحوار مع الأطفال وكيفية تنمية ذكائهم من خلال ذلك، علمًا بأن نمو عقل الطفل يعتمد على ثلاثة عناصر أساسية تتمثل في: تزويده بالخبرات الحسية المتنوعة الغنية في كل لحظة من حياته، والتشجيع، والمشاركة.

ومعلوم أن الحديث إلى الطفل ضروري لتنمية عقله وذكائه؛ وبهذا نبني علاقة مميزة مع الطفل منذ الصغر مع استيعاب كل مرحلة من المراحل المختلفة التي يمر بها الطفل حتى يكبر.

لكن هناك مشكلة أزلية يعاني منها الآباء والأبناء وهي صراع الأجيال، وإن لم ينتبه الآباء سيخلق هذا فجوة كبيرة بينهم وبين أبناءهم، أيضا السفر وبعد الأب للعمل ويأتي شهرا واحدا في العام وهنا يصعب أيضا بناء علاقة صداقة مع الأبناء، فهذه العلاقة غالبا ماتحتاج لبناء ثقة وتأسيس منذ نعومة أظافرهم.

أعتقد أن الجيل الجديد من الأباء والأبناء يعي ذلك ولديه ربما فكر أكثر تفتح لكيفية التعامل مع ابنائهم أكثر من الجيل القديم مع وجود استثناءات في كلا الحالتين

لكن سبب ذلك يعود لأن الجيل القديم لديه طباع أكثر صرامة في تربية أطفالهم ووعي أقل بالجانب النفسي للأبناء وذلك لظروف عدة فالتعليم والتوجيه والندوات التعليمية والتعرفية والارشادية لم تكن متوفرة في ذلك الوقت كما هو وقتنا الأن، الانترنت كذلك يساعد على بناء وعيّ أكثر تماسك عند الجيل الجديد، فضلاً عن انتقال هذه الأمور بين الأمهات بسهولة فترى كل واحدة ما تقوم الأخرى باتباعه من أساليب تربية ناجحة وهذا جيد، لكنه لم يكن ليتوفر في وقتهم ذلك.

علاقتي مع أبي وأمي علاقة جيدة ومحببة ومتفهمة ولكن في بعض الأحيان أجد صعوبة في الحديث معهم كما لو أنهم سيتفهمون كل الأمور، لذلك أعتقد ان هناك حدود في النهاية تعود لفارق الأجيال والحداثة المرتبطة بكل جيل.

ليس مطلوب من الأجيال الانسجام بشكل كامل ولكن يكفي الحفاظ على خيط تقارب يمنع من حصول فجوة بينهم في الحاضر والمستقبل، التفاهم هو جوهر العلاقة بينهم.

أما عن تعامل الجيل الجديد مع الأبناء فيجب أن يكون حذر فيه تفاعل وارتباط أكثر لأن متطلبات الجيل الجديد والقادم اختلفت ونمت بشكل مخيف وواسع، الاحتواء والتوجيه يجب أن يكون موجود دائماً من الوالدين وعليهم أن يكونوا الأصدقاء الأوائل لأبنائهم قبل أي أحد أو تكوين أي صداقات خارجية لا يعرف ما قد يترتب عليها، لذلك كونهم الأصدقاء الدائمين والداعمين والمتفهمين من البداية لهو أمر جوهري لأنه يجعل الأبناء مهما ذهبوا وتباعدو يعودون نحو الرابط الأساسي.

علاقتى بهم جيدة لكن لم تصل للصداقة من قبل حتى في بعض الأحيان ألجأ لخالاتى للتحدث مع امى و هي تتحدث لوالدى إذا لزم الأمر.

مبدئيًا الصداقة بين الأباء والأبناء هي أمر ضروري جدا، واحد أساليب التربية المميزة التي تساعد على تخطي العديد من المراحل الصعبة مع الأبناء وخاصة مرحلة المراهقة، ولكن لا توجد علاقة بين عمر الأباء وعمر الأبناء حتى يمكن أن يكون هناك صداقة بينهم، بل الأمر يتوقف على درجة الوعي عند الأباء ومستوى الثقافة والمعرفة الخاص بهم عن التربية .

وبخصوص أنماط التربية فإن نمط التربية الموثوقة هو الأفضل بالطبع، فالتساهل واللامبالاة والاستبدادية يدمرون الأبناء في كل الحالات سواء كان على المستوى الشخصي أو النفسي أو الحياة كليًا .

وبشكل عام طالما هناك صداقة ستكون التربية مبنية على الثقة، وهذه هي اكثر وسائل التربية الناجحة.

اعتقد ان آباءنا تربوا على التربية المتسلطة بشكل ما ولكن ليس بالعنيفة وإن كان هناك نسبة من ذلك، فمثلا ما جلست مع أحد من كبار الست غلا وقال أنه لم يكن يجرؤ على رفع عينه في والديه، ولم يكن يجرؤ على توجيه النقد لهما او محاولة رفع أي خطأ يصدر بحقه

لكن جيلنا تربى أكثر تساهلًا والجيل الذي يلينا انساب من بين ايدي الاهالي بالفعل وقليل فعلا من تربى على الخطأ والصواب

أم التربية الموثوثقة فحقيقة أراها شديدة الندرة

ارى أن فكرة المصادقة بين الاب و الابن صحيحة لاكن من يفعلها؟؟!