جاء في صحيح البخاري، عن ابن عباس -رضي الله عنه– قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم- “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ”.

بدأت كلامي بهذا الحديث الشيق الممتع الذي فيه من العبر ما نحتاجه في زمان كورونا، لما يوجد عند الإنسان الآن من الصحة والفراغ.

نقول الصحة يعني الفراغ بدون صحة لا يوجد فراغ، وفي زمن كورونا؛ هناك من سيفوز من بعده وهناك من سيكون مغبونًا (خاسراً) بعده؛ لأن كورونا أجبرنا على الوقت، وأمدّنا بالوقت اللازم لاستغلال الفراغ والصحة.

فالوقت هو الدقيقة والثانية والنفس، فماذا تفعل فيه؟ بماذا استفدت فيه؟ ماذا تعلمت فيه؟ عدة أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك حتى تستطيع أن تنتج في هذا الوقت وتتعلم فيه، لأنك إذا تركت باب الفراغ مفتوحاً؛ ستواجه اصطدامات مع الزوجة والأولاد ،وصراعًا نفسيًا ومعاصيًا وأفكارًا سلبية لا تنفك عنها، حتى تملأ الفراغ الذي بين يديك، وتحاول أن تبرمج وقتًا، حتى تقل الاصطدامات والمعاصي والأفكار السلبية، وقس على ذلك مما يتولد عنه من ضغوطات نفسية مهلكة كالاكتئاب والقلق.. إلخ.

أما بالنسبة للصحة كما ذكرنا آنفًا أنها أساس الإنسان، وممكن أن نقول هي حياته التي يعيش بها، وهي الرزق، وممكن أن نسميها السعادة الجزئية، وبعد كروونا كذلك هناك الفائز والمغبون (الخاسر) في الصحة.

ولكي نخرج من هذا الحجر الصحي بصحة جيدة، لا بد من الرجوع إلى التعليمات الخارجية والداخلية، الخارجية مما تمليه علينا وزارة الصحة من التدابير المتخذة من البقاء في البيت والوقاية المتخذة، والداخلية مما تملي علينا أنفسنا من عدم الإسراف في الأكل والرياضة وملئ الفراغ.

رجعنا إلى الفراغ فهو سبب كذلك في هدم صحة الإنسان داخلياً، من أمراض أشرنا إليها كالاكتئاب والقلق اللذان يسببان مشاكل في الجهاز الهضمي.

وفي خاتمة الكلام أقول هذا الوقت الذي يحتاج كل منا، الذي قبل أوان من هذا الابتلاء كان الناس يحتاجون إلى وقت لفعل أشياء أخرى، والآن جاء الوقت لفعل هذا الشيء، ولذلك فإن الأخذ بوصية نبينا صلى الله عليه وسلم بأن نملأ الوقت، والاعتناء بالصحة، ونتذكر نعمتهما والمنافع التي تجلب للإنسان؛ حتى نكون من الفائزين وليس من المغبونيين.