ربما لم ولن تتخطى هذه صورة حاجز الإنترنت أو بعض القنوات التليفزيونية.. ربما لم ولن تصل إلى قلوب المتسببين بها – هذا إن كان لديهم قلوبا أصلا-. ربما لم ولن يشعر بهم أي شخص بحق، لكن المؤكد أن العدالة الإلهية قادمة لا محالة عاجلاً أم آجلاً..

على هامش القضية السورية وهروب السوريين من الدمار والخراب الذي لحق ببلدهم مضطرين لتحويل أنفسهم إلى لاجئين مُشردين وقتلى، ظهرت في الآونة الأخير بعض الصور التي لخصت الحال الذي آل إليه هؤلاء المسكين بعد أن كان بلدهم هو من يؤوي اللاجئين الأوربيين في فترة الحرب العالميتين –وبعدها الفلسطينيين ولبنانيين ووو.

وأهم صورة - والتي كان يجب على الحكام العرب على الأقل أن يعقدوا في حقها اجتماع –لا لكي يجدوا ( لهم حلا ) - بل لكي يستنكروا هذه الأعمال الإجرامية في حق الإنسانية وهذا أضعف الإيمان. ولكن للأسف نجد من هم أحفاد هتلر ومن معهم والذين نعرفهم من خلال التاريخ أن أجدادهم لا يعرفون كلمة -الإنسانية- وهي غير موجودة في قاموس لغة عندهم يا للعجب ؟ !! وعلى رأس هذه الصورة "صورة (الطفل الغريق إيلان الكردي)"..دعني أروى لكم حكاية ما قبل الصورة وهي شهادة لأبيه بتصرف:

من أحد شواطئ تركيا، انطلق عبد الله الكردي وزوجته وطفليه إيلان وغالب إلى عرض البحر في قارب صغير هرباً إلى جزيرة كوس اليونانية، إلى أن انقلب بهم القارب وحاول عبد الله بكل طاقته إنقاذ طفليه وزوجته لكن بدون جدوى، إلى أن سحب البحر جثة -أيلان- إلى أحد شواطئ تركيا مرة أخرى مُخلفة صورة من أقوى الرسائل التي قد يتم إرسالها إلى العالم.

تمكن والد الطفلين عبد الله من النجاة بأعجوبة بعد أن فقد طفليه وزوجته، حيث قال أن آخر كلمة تفوه بها إيلان هي “ بابا لا تمت “

لم تكن صورة أيلان الكردي وحدها هي من بعثت برسالة مؤلمة للعالم، هناك العديد من الصور التي حرّكت شيئاً ما داخلنا جميعاً، تحمل في طياتها ألماً، عتاباً، وقسوة تجاه عديمي الإنسانية المتسببين في هذا الدمار..