اشرحلي الفكرة وراء هذه العبارة

أن المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده

يبرز ابن خلدون العلاقة الارتباطية بين ظاهرتين تنتميان إلى مجالين مختلفين، وإن كانتا متداخلتين أشد التداخل، ألا وهما ظاهرة الغلب في مجال السياسة والتي سيقابلها ظاهرة التقليد في المجال الثقافي – الاجتماعي. ومما تجدر الإشارة إليه أن ابن خلدون نظر إلى العلاقة الارتباطية من منظور المغلوب/المهزوم أو الطرف الأضعف في علاقة القوة، ومن هنا تحدث في المجال الثقافي – الاجتماعي عن ظاهرة التقليد.

والسّبب في ذلك أنّ النّفس أبدا تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت إليه. وهذا نجده دارج بين الشباب وافتتانهم بأحد الشخصيات المشهورة والبدء في تقليده في كل شيء، في لبسه وطريقة حديثه، فهو بالنسبة له الشخص المثالي.

حتى عندما نتأثر بأحد مدرسينا ونعتبره مثل أعلى ونرى فيه المثالية، نبدأ نرى أن كل شيء يفعله هو مثال للمثالية. في رأيي تكون ظاهرة مؤقتة وتزول بزوال الانبهار نفسه.