شاعت هذه المقولة مؤخراً بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان بيل جيتس صاحب ثاني أكثر رأس مال (ثروة) في العالم، لكن لماذا خرجت هذه المقولة وأصبح فئة لا بأس بها تتداولها كأنها من المسلمات؟

نحن كعرب كثيراً ما نصغر من حجم انجازاتنا مع أن هناك الكثير منها ما يرفع له القبعة، ونضخم إنجازات الغرب أياً كانت وكأنهم ليسوا مثلنا بشر!

مع اعترافي بالتأكيد بتفوق العالم المتقدم على الدول النامية ودول العالم الثالث في عدة جوانب لكن الا تلاحظوا أن الأمر مبالغ فيه وزائد عن حده؟

فلا يمكننا أن ننسى أن قبل عقود هذه الدول المتقدمة كانت مجرد أمم تحتاج المعرفة وتأخذ العلم منّا نحن، وهذا ما يعلمنا أن تطور الأمم وحضاراتها لا يأتي هكذا بل أنه يبنى ويتراكم وما نحن بحاجة إليه هو الارادة والقوة وعدم الاستسلام لفكرة أن الركب سار وتقدم ولا يمكننا اللحاق به.

كذلك نحن كعرب لدينا ثقافة التثبيط والتحقير من انجازاتنا مهما عظمت، نحن نقفل أبواب الابداع والتفكير على أنفسنا قبل أن يقفلها علينا غيرنا.

لماذا لا نفعل كما فعل الغرب سابقاً، لما نستمر باللهو ولا نتعلم من حضارتهم وتقدمهم العلمي والتقني اليوم كما فعلو هم منذ عقود؟ ما العيب في الأمر؟ بدلاً من أخذ الاشياء غير المهمة وتبني شعار الحريات الرنانة والانفتاح بكل أشكاله ونقل واسع لثقافتهم دون حاجة إلى تطوير الطابع الخاص بالثقافة العربية أو حتى العلم العربي.

قرأت كتاباً مترجماً من البرتغالية لكاتب سويسري كان يذكر في أغلب صفحاته العالم المسلم الإدريسي ويستأثر بذكاءه وكم أحدث من تأثير في علم الجغرافيا!

لكم أن تتخيلوا حجم الثقافة والعلم الذي تركه العلماء العرب المسلمين في بقاع البلاد وكيف هم أخذوه وطوروا عليه وبنوا النظريات والمفاهيم والأسس؟ لماذا لا نأخذ خطوة واحدة بجدية بدلاً من نشر مثل هذه المقولات التي تثبط الهمم وتصغر ما يمكن أن نحققه؟