غالبا ما نجد الظواهر السلبية عالقة في أذهاننا بصورة كبيرة، ونعاني من صعوبة التغلب على الانطباعات الأولى السيئة، ولماذا يمكن أن يكون للصدمات الماضية آثار طويلة الأمد علينا.

عندما كنت صغيرة تعرضت للغرق في البحر، ورغم الذكريات الجميلة التي عشتها خلال رحلاتي اللاحقة إلا مازال الأثر السلبي هو الأكثر وضوحا في ذاكرتي.

حتى في مجال العمل إن أثنى عليك مديرك، واتبعها بتنبيه بسيط حول أمر ما، قد يمحو هذا التنبيه البسيط الأثر الطيب للثناء، ونظل طوال الوقت نفكر في هذا التنبيه بل يصل الأمر لأننا قد نتناسى الثناء وكأنه لم يكن.

فمثلا عند قضاء يوم عطلة مع أفراد الأسرة، وكان يوما رائعا إلا أن تعرض أحدهم للإصابة في قدمه أثناء لعب الكرة، سيظل الجميع يتذكر هذا اليوم أنه كان سيئاً، ولن يتذكروا أي حدث آخر إيجابيا.

وهذا ما يُسمى بالتحيز السلبي أو الانحياز للسلبية The negativity bias.

والأغرب في الأمر أن هذا النوع من التحيز مدموج داخل جيناتنا، طبقا لما قاله عالم النفس ريك هانسون، "تم دمج التحيز السلبي في أدمغتنا على أساس ملايين السنين من التطور عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع التهديدات".

فمثلا عاش أسلافنا في بيئات صعبة. كان عليهم جمع الطعام مع تجنب العقبات الصعبة التي تواجههم.

إذ أصبح ملاحظة الحيوانات المفترسة والمخاطر الطبيعية (السلبية) والتفاعل معها وتذكرها أكثر أهمية من العثور على الطعام (إيجابي).

وعلى الرغم من أننا قد لا نحتاج إلى أن نكون في حالة تأهب قصوى دائمة للبقاء على قيد الحياة مثل أسلافنا، إلا أن التحيز السلبي يمكن أن يؤثر على سلوكنا وردود فعلنا وشعورنا وتفكيرنا وعلاقاتنا.

كما يؤثر التحيز السلبي على علاقاتنا. قد يدفعنا هذا التحيز إلى توقع الأسوأ من الآخرين، لا سيما في العلاقات الوثيقة حيث يعرف الناس بعضهم البعض لفترة طويلة.

قد يُعد التحيز السلبي أمرا إيجابيا عندما يجعلنا نأخذ حذرنا من أمور معينة، ونحافظ على أنفسنا من هذه الأمور، لكنه يصبح سلبيا عندما يصبح هو المحرك الرئيسي لنا عند تكوين علاقات أو اتخاذ قرار.

الأسوء عندما يزداد هذا السلوك التحيزي ليصبح مرضا نفسيا، ويصل إلى القلق النفسي والاكتئاب.

لذا أخبرنا هل لديك تطبيقات أخرى لهذا التحيز؟ وكيف أثر التحيز السلبي على اتخاذك القرارات، وهل خسرت علاقات بسبب هذا الأسلوب؟

وفي رأيك كيف نتخلص منه؟