كلنا نعرف سور الصين العظيم ونعرف أنه من عجائب الدنيا، إذ يبلغ طوله 21 مليون و19618 متر ، ولكن مالسر الغريب الذى يخفيه هذا البناء العظيم ؟

بدأ بناء السور خلال عهد الربيع والخريف وعهد الممالك المتحاربة قبل أكثر من 2000 عام.

عندما أراد الصينيون القدماء أن يعيشوا في أمان؛ بدأوا بناء سورًا شاهقًا، وأعتقدوا بأنه لايوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه.

ولكن خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات! وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه، بل كانوا فى كل مرة يدخلون عبر بوابات السور...!

كان العدو يدفع الرشوة لحراس البوابات، ثم يدخلون. فقد انشغل الصينيون ببناء السور ورفع عماده ونسوا بناء الحارس!

فالتنشئة هي الأساس، وبناء الإنسان يأتي في المقدمة، فبناء جيل على قدر من القيم والأخلاق في ظل الظروف والتطور والانفتاح يُعد تحديا كبيرا.

لكن تهيئة البيئة المناسبة وزرع القيم والأخلاق داخل الطفل منذ نعومة أظافره تجعلك مطمئنا حيال انغماسه وسط المجتمع باختلاف مبادئه وقيمه.

تعرضت لموقف أقرب للابتزاز، والإجبار على دفع رشوة، ذهبت لتجديد بعض الإجراءات الخاصة بعملي، وبعد الحديث مع الموظفة المسئولة، أخبرتني أن الملف الخاص بي غير موجود، ولكن عندما أخبرتها أني كنت هنا منذ ثلاث أشهر وملفي كان هنا، أنكرت بكل بساطة، في البداية لم أفهم واقتنعت بكلامها، وذهبت للمدير وقدمت شكوى، لكن جاءت إلي زميلة وأخبرتني بأنها تأخذ مالا في مقابل أن تعطي لي الملف وأنها فعلت معها ذلك وهي اضطرت تدفع لها لأنها كانت مضطرة وفي احتياج لملفها.

في الحقيقة هاجمت زميلتي وأخبرتها أن ما تفعله يكون سببا في نشر الفساد، قالت لي لن تأتي بملفك حتى تدفعي، أخبرتها استحالة الدفع بالنسبة لي، وسأذهب غدًا لأرى إلى أين وصلت الشكوى.

لذا مع انتشار الفساد وسهولة الخطأ، أصبح تقوية وبناء النشىء مهمة صعبة على الأباء والأمهات.