منذ الطفولة ونحن نسمع الكبار وهم يرددون أن " الموت رحمة " ككلمة تواسيهم عند فقد من يحبون، ثم كبرنا وأصبحنا نسمع هذه الكلمة ممن هم في نفس أعمارنا ولكن بطريقة مختلفة، وهي تمني الموت لأنهم في وجهة نظرهم أن الموت رحمة من مصاعب الحياة .

لم يتوقف الأمر عند هذه الكلمة، بل إنتقل الأمر إلى مرحلة ثانية وهي اختيار الموت بإرادتها " الإنتحار " الذي أصبحت نسبته في تزايد كل عام عن الذي يسبقه، ومعظم الذين انتحروا كتبوا في أخر كلماتهم ما يعني أنهم اختاروا الراحة من عذاب الدنيا، والذهاب إلى الرحيم !

لا شك أن الله هو الرحيم، ولكن ما هو الدليل أن الموت رحمة وفي الواقع إذا فكرنا في القراءة عن الموت سنشعر برهبة لا تتحملها أرواحنا .

الموت هو النهاية، هو اللحظة التي لا يمكننا فيها الرجوع عن أي خطيئة أو ذنب اقترفناه في حياتنا، هو مجهول لا يمكننا معرفته مهما سمعنا أو قرأنا عنه، والذهاب إلى المجهول ليس بهذه السهولة والبساطة التي نتوقعها في لحظات اليأس في الحياة .

الموت هو نتيجة إختبار كبير، ومثلما كنا نخشى رهبة نتائج الإختبارات، يجب أن يكون لدينا رهبة منه، وبقدر ما يكون الإنتحار خبر مؤثر إنسانيًا، لا يجب أن نبدي تعاطفنا بشكل مبالغ فيه، بل نحتاج لعودة الوعي والإدراك لفكرة ان الموت ليس بهذه السهولة التي يمكن أن تجعل بعض الناس تقدم عليه بالإنتحار .