صادفني أحد الفيديوهات لأحد اليوتيوبرز الأجانب والذي كان بعنوان " روتين المتزوجين الصباحي "، جذبني العنوان لمشاهدة الفيديو للتعرف على ثقافة هذا المجتمع، ظهرت المرأة تستيقظ، تحضر قهوتها، يستيقظ زوجها بمفرده، ثم يحضر زوجها قهوته، يرتدي ملابسه، يرتب أجزاء من الغرفة، ثم ترتدي ملابسها ويذهب كل منهم إلى العمل .. كان الفيديو بهذه البساطة المكتوبة .

جلست أفكر عند هذا الفيديو، ثم تذكرت محتويات مثل هذه الفيديوهات عند العرب، حيث تستيقظ المرأة قبل زوجها ب ساعة، تحضر الإفطار، تحضر ملابس زوجها، تحضر حذاءه، توقظه من النوم وتحضر له القهوة، ثم تنظف ما بعد الافطار، ثم تنزل إلى عملها أو تستكمل المهام المنزلية التي لا تنتهي وتظل تفعل وتفعل حتى ينتهي اليوم .

حينها علمت أن الأمر لا يتوقف على الرجال فقط، بل يتوقف على النساء وثقافة المجتمع التي تربي الفتيات على أن دورهن هو القيام بكل شيء في سبيل راحة الرجل، بدءًا من الأم التي تنادي لإبنتها وهي تدرس كي تجلب كوب ماء لأخيها الذي يلعب، وكأنها اهانة له اذا فعل شيء في المنزل .

الأمر ليس في رجل ومرأة، أو من يفعل ومن لا يفعل، يكمن الأمر في وجوب نشر ثقافة أن مشاركة الرجل للمرأة في كل شيء ليست إهانة، بل إنها تعاون وله إيجابيات كثيرة على جميع مستويات الحياة، وخاصة بين الأزواج، فإنه يخلق روح تعاون و ود بينهما ويعزز الروابط .

لن يتم ذلك إلا من المنزل ومنذ الطفولة، عندما تربي الأم أبنائها ذكور واناث على المشاركة في أعمال المنزل، والاعتماد على النفس .

كما قال اجدادنا " ابنك مثل ما تربيه، وزوجك مثل ما تعوديه "

ف يا عزيزتي الأم ربي ابن متعاون رحيم، ويا عزيزتي الزوجة لا تُفسدي ذلك اذا نجحت تربية الأم .