احضر دورة التنمية البشرية مع المدرب الفلاني المعتمد بمبلغ ..... فقط، والجلسة الأولى مجانية.

إذا شاهدت إعلاناً مشابهاً وأعجبك محتواه، احذر! فأنت على وشك أن يُنصب عليك.

انتشرت في الآونة الأخيرة في الدول العربية موجة كبيرة من الدورات (التدريبية بين قوسين) تحت عنوان التنمية البشرية، بوصفها علماً مثبتاً يساعد الجميع على تحقيق المزيد من النجاحات. وادعى أصحابها أن إتمام هذه الدورات سيعزز من فرص المتدربين في الحصول على فرص عمل في المستقبل بعد أن يدرجونها في سيرهم الذاتية. وقد أثارت مثل هذه الدورات اهتمام العديد من الشباب.

ولكن لم ينجذب الكثيرون إلى هذه الدورات؟ السبب أنها تعتمد على الكلام اللبق وتقديم نصائح عامة ومحاولة رفع الروح المعنوية لدى الأفراد، كما تستعير مفاهيم وأفكاراً من العديد من العلوم الأخرى كالفلسفة وعلم النفس والاجتماع، وهنا المشكلة أكبر، إذ قد تؤدي إساءة استخدام هذه العلوم نظراً لعدم تخصص مدربي التنمية البشرية المزعومين فيها إلى آثار سلبية أكبر على الطلاب في مراحل لاحقة.

علاوة على ذلك، لا يوجد أي مركز بحثي أو جامعة معتمدة أكاديمياً خصوصاً في الدول الغربية يُدرس هذا العلم المزعوم، وثقوا تماماً لو أنه كان علماً مثبتاً ذو فوائد حقيقية على الفرد لما ترددت تلك الجامعات عن تدريسه وإجراء المزيد من البحوث لتطويره.

إذاً في المحصلة التنمية البشرية هي علم زائف رَوج له أصحابه لمصالح ربحية لا أكثر، وقد كانوا أذكياء بذلك، وهم يستقطبون لغاية اليوم العديد من المخدوعين.

ولكن ماذا عن دليل التنمية البشرية الذي أطلقته الأمم المتحدة منذ تسعينات القرن الماضي؟ الجواب هو أن هذا الدليل مبني على أساس علمي (ولكنه ليس علماً منفرداً) ولا يتطرق لا من قريب ولا من بعيد للأفكار التي تناقشها دورات التنمية البشرية الزائفة، إذ يتألف دليل التنمية البشرية للأمم المتحدة من بُعدين: الأول اقتصادي يُعبر عنه متوسط دخل الفرد، والثاني اجتماعي تُعبر عنه نسبة الالتحاق بالتعليم ومتوسط العمر المتوقع عند الولادة (الواقع الصحي).

هل سبق وحضرتم أو حضر أحد من معارفكم إحدى دورات التنمية البشرية الزائفة؟ حدثونا بصراحة عنها، وأنا مستعد لمناقشة أي مداخلة أو اعتراض لديكم على هذا الموضوع.