• البلوك شين” أو “سلسلة الكتل”: هي عبارة عن قاعدة بيانات لامركزية تمتاز بقدرتها على إدارة قائمة متزايدة باستمرار من السجلات المسماة “الكتل”، والتي يتم الاحتفاظ بها في شبكة وليس في مكان واحد، ولا يمكن تغيير الملفات المضافة أو تعديل تسلسلها بأي شكل. قد لا يكون مصطلح “البلوك شين” مألوفًا بالنسبة لك، ولكنك على الأرجح سمعت بـ”البيتكوين”، العملة الرقمية التي تملأ الدنيا ضجيجًا منذ سنوات. تكنولوجيا “البلوك شين” صممت في الأساس من أجل “البيتكوين”. ففي ظل أن فلسفة العملة الرقمية تقوم على عدم الحاجة إلى وجود طرف ثالث ضامن في المعاملات، تظهر “البلوك شين” كحام للنظام من التلاعب.

مثال

  • تخيل اني سرقت جوالك ماذا سيحدث؟ بغرض إجلاء الحقيقة، نذهب أنا وأنت إلى الشرطة ومن ثم المحكمة، التي سيقوم قاضيها بإصدار حكم يستند إلى الأدلة الظرفية المقدمة من الادعاء وهيئة الدفاع. وبالتالي ستولد الحقيقة بناءً عليها استنادا إلى كلمتك مقابل كلمتي. دعنا نتصور الآن، أن الأدلة المقدمة إلى القاضي عبارة عن صور التقطها لي 5 آلاف مصور مستقل بينما أسرق جوالك. هذا تقريبًا دليل لا يمكن إنكاره بأي حال من الأحوال، يثبت سرقتي لجوالك.

لكن، إذا أردت أنا أن أثبت براءتي، وحاولت تزوير الحقائق، يجب أن أقنع 2500 مصور على الأقل من بين هؤلاء المصورين المستقلين بتغيير صورهم. هذا بلا شك يعتبر تحديًا كبيرًا، لأنه يجب عليّ الحديث مع كل واحد منهم على حدة لإقناعهم بتغيير صورهم الفوتوغرافية التي تثبت سرقتي لجوالك. ما لم يكن لدي أي حافز أقدمه لهم لتشجيعهم على تغيير الصور، لماذا قد يفعلون ذلك؟ لكن لنفترض أنني أتصدر قائمة “فوربس” لأغنى أغنياء العالم، والأموال لا تمثل أي مشكلة بالنسبة لي، أستطيع أن أعطيهم ما يطلبون. هل انتهى الأمر ونفذت بسرقة جوالك؟ للأسف لا! تخيل أن كل ما أملكه من وقت لإقناع الـ2500 مصور بتغيير صورهم التي تثبت سرقتي لجوالك، هو 10 دقائق فقط لا تزيد ثانية، وفي نهاية هذه الدقائق العشر سيتم إيداع جميع الصور في قبو بنكي مؤمّن.

المصدر : مزمز