السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أما بعد .. فقد أردت (كمدون نشر تدوينة واحدة) مشاركة تجربة إنتهت سريعا مع مدوّنات الجزيرة التي ساهمت بشكل كبير في إحباطي وزعزعة ثقتي بالجانب الفنّي فيَّ، وقتل الإرادة في نفسي وذلك بعد عدم نشرها تدوينة أعتبرها تستحق النشر. والله أعلم. (ستجدون رابط التّدوينة آخر المقال)

عموما، أنا منذ قراري دخول عالم التدوين لم أبحث عن المال ولا عن التجارة بأسطري وكلماتي، بل كان هدفي الأول من دخول هذا العالم نشر محتوى مفيد وتوعوي، وفي ذلك قررت أن أبحث عن مدونة تضمن لي إيصال أفكاري بمرونة ولأكثر جمهور ممكن. فٱرتأيت أن "مدونات الجزيرة" هي الأمثل والأنسب من حيث التفاعل وسرعة إنتشار الفكرة.

لكن دخول عالم الجزيرة لم يكن بتلك البساطة و المرونة، فأول ما إعترضني مجموعة من الشروط "الإستفزازية" التي ارغموني على الموافقة عليها، ومن هذه الشروط بالنص:

١-عند عرضك لأي مادة على هذا الموقع، فإنك تقبل بتقديم ترخيص عالمي غير محدود وغير قابل للإلغاء،" بالجزيرة التي يحق لها بدورها استخدام أو توزيع أو تعديل أو حذف أجزاء من المعروض باعتبار ذلك حقها في حرية التصرف بها في أي منتدى أو وسيلة إعلامية.

٢-يمكن للجزيرة استخدام عروض المستخدم لأي غرض كان دون أن يقتصر على إعادة الإنتاج والبث والتحرير والقص وإعادة الصياغة أو أي استخدام آخر من حق للجزيرة.

٣-بعرضك للمواد فإنك تتعهد بموجب ذلك وتؤكد بأن لديك كافة الحقوق في عرض المواد وأنك حصلت على جميع التراخيص والحقوق والأذونات اللازمة لاستخدام وتخويل الجزيرة باستخدام أي مادة تعرض، بما فيها حقوق براأت الاختراع والعلامات التجارية أو الأسرار التجارية أو حقوق الطبع وحقوق الملكية الأخرى.

٤-يتعين عليك منح الجزيرة تخويلا دوليا حصريا بلا أجر وغير قابل للإلغاء، من أجل بث وتوزيع وعرض أو إعادة تقديم وتحرير وحذف وبيع المواد أو المعلومات التي تعرضها على الموقع دون قيد، في أي وسيلة إعلامية من منطلق حرية التصرف المطلقة للجزيرة. وهذا التخويل لا يقتصر على مدة معينة أو منطقة.

٥-تتنازل للجزيرة (تنازلا دائما عن حقوق الطبع والنشر في الحاضر والمستقبل) عن جميع الحقوق لأي مادة في كل أنحاء العالم مهما كانت طبيعتها، بما فيها التجديدات وحقوق التملك التي تطرأ عليها.

وكانت هذه الإنتكاسة الأولى..

ومن هناك لبثت ثلاث أسابيع أو أكثر أنتظر قبولهم لي كمدون حتى أستطيع النشر فشكل هذا الإنتظار في نفسي مشكلتين:

الأولى؛ الإحساس "بالنفي" وهو أشبه بإستنفاضك من الركام، فتركك إلى أجل غير مسمى دون إكتراث منهم أو على الأقل إعلام مسبق أمر غير مقبول بتاتا.

الثانية؛ الإحساس بالإحباط وتلاشي حس الإرادة والرغبة في الكتابة شيئا فشيئا (خصوصا بالنسبة للمدونين الجدد الذين يبحثون عن الدعم وليس العكس)

وهذه النكسة الثانية.

ثم قبلت أخيرا ...

وهممت بالكتابة فإنتقيت موضوعا حساسا وكتبت فيه جيّدا وراجعته مرات عديدة حتى أتأكد من خلوّه من الأخطاء اللغوية ثم إنتهيت إلى مقال ظننته متماسكا بما يكفي ليتم قبوله فأرسلته إليهم وأنا متحمس لأن أرى كلماتي لأول مرة تنشر ويقرئها الناس.

والمفاجأة أنني أنتظر نشره منذ ثلاثة أيام إلى هذه اللحضة. والأمرُّ أن ما نشر من بعض المقالات هذه الأيام الثلاثة لم يكن أفضل من ما كتبته لغويا ولا معرفيا. وأنا متأكد من ذلك !

فمن الغير المعقول أن يتم نشر مقالات تتحدث عن الفن والغناء وعدم نشر مقال (أعتبره توعويا) .. غير معقول !!

وهذه النكسة الثالثة وستكون الأخيرة إن شاء الله :)

رابط المقال الذي كتبته: