" وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ"

ستأتى عليك أيام و تنطفئُ شرارةُ التألُّق من عينيك ، ستنغمس فى متاهاتِ اليأس وسراديب الحزن و غابات الخذلان ، تَهترئُ روحك ، و تمرُّ الدقائق على قلبك كمرور قطارٍ سريع أَبَى إلَّا أن ينتشل بعضا من محطات حياتك أثناء عبوره ..

و تمر على القلب أيامٌ أخرى كنسماتِ الربيع بل ربَّما ألطف ، تكون فى رغدٍ من العيش ، ينتعش القلب و يتألَّق و تشتعلُ شرارةُ الأملِ فى عينيك من جديد ، تُرَفرِفُ روحك فَرِحَةً كفَرحةِ أمٍّ نطق طفلها للمرة الأولى قائلًا"ماما"بلهجته المكَسَّرة المُحَبَّبَةِ لقلبها ثم بحبٍ لها ابتسم ..

و لِتتجاوز كل تلك الأيام تحتَّم عليك أن تكون مؤمنا ، أن تؤمن أن الله خالقك فلا تنكسر لأحدٍ إلا له ولا تعبد إلا إيَّاه ، أن تؤمن أن الله رازقك فلا رزق لك عند من سواه ، أن تؤمن الله جابرك فلا تجزع عند كل ابتلاء ولا تبكى عند كل ألم ..

ولتعلم أنه ليس منَّا بحَّار ماهر فى بحر هذه الحياة ، و لكن لتصل إلى اليابسة حيث الطمأنينة التى تريد : فلا بدَّ أن تكون سفينتك الإيمان و دَفَّتُكَ ءاياتُ القرءان و مِرسَاتُك بعضٌ من الرضا والإحسان ، و ليكن فى رفقتك صحبة صالحة تأخذ بيدك و تشدُّ عَضُدَك و تهوِّنُ عليك مشقة الطريق ..

( جاوره لتسعد )