في نهاية يوم العيد امسكت فنجان قهوتها التي لا تكاد تفارقه او بالاحرى تحاول ان تخلق جوا دافئا بعد يوم عادي كباقي الايام ، جلست امام نافذة غرفتها تتأمل تلك النجوم الساطعة التي تتفاخر بنورها الاخاذ .

فراحت منغمسة في سحرها الذي اخذها الى تلك الايام الجميلة و البسيطة في الطفولة ،

الى تلك الفرحة التي كان ينتظرها كل طفل نعم انها فرحة العيد ،و للاسف اصبحت اليوم مجرد ذكريات تمر بمخيلتها .

لم تنسى ابدا عندما كانت تخطط لتشتري تلك الملابس ، ماتكاد توصلها للبيت حتى تجربها مئة مرة و في الاخير ترتبها و تضعها عند رأسها فتنتظر الوقت ان يمر بسرعة لترتديها في ذللك الصباح المميز .

ناهيك عن مراسيم التحضيرات التي لاتكاد تخلو من اي بيت من تنظيف و خبز الحلويات بمختلف اشكالها ،دائما ما كانت تتسابق مع إخوتها لتظفر بقطعة من العجين لتشكلها اصابعها بما يحلو لها . و تلك الرائحة التي تنبعث من كل البيوت في الازقة معلنة عن قدوم فرحة كبيرة .

لا زالت تتذكر تلك الليلة التي أبى النوم ان يمر بجفونها ، منتظرة شروق الشمس لتستيقظ قبل الجميع ،وتستقبل العيد ثم تبدأ التحضيرات للذهاب الى الصلاة و تحضيرات إعداد الفطور بأبهى حلة ،

من كل الاصناف -المسمن- و -البغرير- الذي يعد المساند الرسمي لكل طاولات الفطور ناهيك عن ابريق الشاي الذي يحتل المركز الاول .

تبدأ التهاني و عبارات العيد و تبادل القبل ، و تلك الزيارات التي لا تنتهي من منزل للاخر .

تنظر الى والدها بعيناها البراقتان منتظرة بفارغ الصبر ليناديها لتظفر بعيديتها ،رغم انها كانت مجرد دراهم بسيطة الا ان فرحتها بها كانت عارمة ، كأنها ملكت اموال الدنيا .

انها فرحة نابعة من القلب بأشياء بسيطة ،التي اصبحت اليوم صعبة المنال.

رغم أنها تفاصيل صغيرة و بسيطة إلا انها من أسعد اللحظات و أجملها.

اخذت رجفة اخرى من قهوتها لكن مذاقها تغير، نعم تغير لان شرودها كان طويلا فبردت كما بردت مشاعرها . تغير مثلما تتغير الحياة و الاوقات ، ام ان نفوسنا هي من تتغير؟

بقلمي