في عصر الإنترنت، تبين أن صحافة الأعمال لديها نموذج أعمال أقوى من الأخبار العامة. القراء أغنى، وسيدفعون مقابل المعلومات. وهذا هو السبب في أن عدد القراء الذين يدفعون مقابل الاطلاع على مقالات "فاينانشيال تايمز"، بات نحو مليون قارئ اليوم، أكثر من ثلاثة أرباعهم من المشتركين المنتظمين؛ على أنه مع هذه الزيادة في القوة والوصول، تأتي أربعة تحديات، أولا: أصبحت البورصات رياضة تعتمد على المتفرجين، أي على قنوات أخبار الكابل، بالذات. التعليق في الوقت الحقيقي حل محل التغطية القطاعية المتعمقة؛ كما أن التدافع على النقرات أدى إلى أن تصبح التقارير الصحافية سطحية، والعناوين الرئيسة عادية تخلو من العمق؛ المخاطر الحالية والمستقبلية بالنسبة للمطبوعات، تكمن في أنها تصبح بشكل متزايد ذات طابع اقتصادي مالي يتسم بالاستعجال؛ هذه الأيام، نصف حياة السبق الصحافي المثير هي بين خمس ثوان وساعتين. آه، فقد ولت الأيام التي كان العالم يستيقظ فيها على سبق صحافي مالي حصري عالميا، على الصفحة الأولى لإحدى الصحف. لقد ولت منذ زمن طويل؛ "هذا مصدر لندم شخصي حاد. أفضل سبق صحافي لـ"فاينانشيال تايمز" على الإطلاق بالنسبة لي، كان موضوعا نشر في يوم عيد الشكر عام 1998، كشف عن عملية اندماج بين عملاقتي النفط: شركتا إكسون وموبيل. الموضوع الذي كتبه ويل لويس لنا، أفسد بحق، بهجة غداء الديك الرومي للعاملين في الصحافة الأمريكية المنافسة لنا"، فقد سحب البساط بلطف من تحت أقدامهم من حيث الأسلوب، وبقوة داهمة من حيث الوقع؛ أما اليوم، فسيتبع أي سبق صحافي مهما كان هوله، سبقا صحافيا تاليا خلال بضع ثوان، ومن ثم سيتطابق الجميع مع تلك الخبطة.

مقتبس من المقال الذي أنصح به بشدة

رئيس التحرير يسأل عن الصحافة الاقتصادية ويجيب: أكبر من الفشل

رابط: