بسم الله الرحمان الرحيم

-إلى أمة الله الضعيفة، أي إلى نفسي

هناك مجموعة من الخواطر التي تمر مر البرق في مخيلتي وأحرفها تتراقص بين طيات مخي وتتجول بين كل باحة وباحة؛ يتجزأ بها مخي وهي المكلفة بأحاسيسي. في لحظة مرور حروف الخواطر على كل باحة داخليا تتدغدغ أعضائي جوهريا فتظهر عليّ رعشة خارجية أحيانا تضحكني وغالباما تشعرني بالألم من شدتها وأحس بقلبي ينقبض وينتفض من مكانه وأُصدر جراء هذا صوتا جهوريا صامتا في آن واحد وإنه لشيء متناقض، صوت لايسمعه أحد سوى أذنياي اللتان تعبتا من تحمله وعيناي الباكيتان دون دموع... لو تحسس البشر ماهية وشكل دموعها وتركيبتها لانجرحت أيديهم وجوارحهم عامة من شدة إيلامها ووجعها -الدموع اللامرئية- وكأنها صهارة بركانية تنتظر لحظة انفجارها في الأفق وخروجها من ثغرها وتدفقها من على جوانب البركان الذي كان يحتويها وماعاد قادرا على ذلك، على حين غرة فعند كتابتي لهذه الأسطر بدأت عيناي تترقرقان بدموع لاأستطيع رؤيتها ولا تحسسها بيداي ولاحتى معرفة السبب من تكونها في هذه اللحظة؛ إلا أنني أشعر بملوحتها داخل شراييني... على مايبدو أنه عوض أن تخرج من مقلتَيّ إلى جفني، تدخل وتتسرب داخل شراييني، ربما هذا من الأسباب التي جعلت قلبي مالحا جافا من المشاعر مفتقرا لها، إبان ضخ هذا السم المالح الناتج عن الأحزان والتراكمات في حجره وتكتله داخله تشكل جدار قوي صلب جمد مشاعري بالأحرى، أوربما أخلق هذا كسبب واهٍ كوسيلة لأصبر نفسي وأشفي غليلي!! لأنه في الواقع لازلت أشعر لاوبل أكثر من السابق أتأثر أكثر من ذي قبل

أسماء حميدوت