العمل الأوّل للجميع بعد قراءة كتاب رائع هو تتبّع الكاتب ومعرفة ظروف حياته ومن ثم قراءة كل مؤلفاته اعتماداً على الرائعة الكتابيّة التي قد قرأتها له.

أعرف شخصاً قرأ رواية هيبتا التي اُشتهرت في الفترة الأخيرة، فأعجب بها، ومن ثمّ بحث عن كاتبها الذي كان "محمد صادق" فقرأ كل مؤلفاته، وهنا كانت الصدمة!

بعض الكتابات كانت عاديّة والبعض سيئة، لا يهم هذا في موضوعنا، المهم هو التالي، هل يجب علينا أن نتتبع الكاتب سواءً ( ظروف الكتابة - ظروف حياته ).

هل يجب علينا أن نفصل بين شخصيّة الكاتب من جهة، وبين كتاباته من جهة أخرى؟!

دعني أريك بعض الأمثلة:

أرنست هيمنغواي لديه عبارة شهيرة وردت في أحد الأفلام تقول: "العالم مكان رائع للغاية ويجب أن نقاتل من أجله".

لكن هيمنغواي مات مُنتحراً!

ديل كارنيجي مؤلّف كتاب دع القلق وابدأ الحياة، نشره ومن بعده انتحر أيضاً! على الرغم من تشكيك البعض في انتحاره!

ديستوفسكي لا شيء في رواياته يُقرأ سوى الملل، لكن من المستحيل أن تقدّر هذا الملل إلا إذا عرفت ظروف كتابة ديستوفسكي، الذي كان يكتب وهو مريض بالصرع! يكتب بعد وفاة ابنته! يكتب لكي يُطعم من لديه من كتل بشريّة في المنزل، يكتب وقد رهن معطفه الوحيد لأجل المال!

السؤال هنا

هل يجب أن نفصل بين شخصيّة الكاتب وما يكتبه، أم من الواجب أن نعرف ظروف الكاتب التي دفعته لكتابة ما كتبه؟!