[سؤال] اين تذهب بمقالاتك ال"غير صالحة للنشر"؟

أول موضوع أدخلني لعالم التدوين ، كنت محتفظاً به في ملف مهمل أعتبره ( زبالة ) على جهازي الشخصي .. ثم قمت بتقديمه للجهة التي طلبت مدوّنـاً ، كمقال تجريبي .. أثار اعجابهم للغاية ، وتواصلوا معي مباشرة .. رغم أن المقال نفسه كان سيئاً لدرجة مؤسفة ..

وقتئذ عرفت ، أن المقالات السيئة ، حتى لو بدت ساذجة جداً لك .. إلا أنها ربما تحمل معاني تهم جداً الآخرين .. ولا القيها فى سلة المهملات أبداً .. طوّرها بشكل مستمر ..

ما الذي تفعله انت بمقالاتك الغير صالحة للنشر؟

للأسف تظل حبيسة بملفات مع عدم نية للنشر ..

وكيف تحكم على مقال انه لا يصلح للنشر؟

للأسف كل مقالاتي التي حكمت عليها بأنها غير صالحة للنشر .. كانت بسبب أنها ستقابل بهجوم .. وعلي أن أجهز حجج مضادة لكل فكرة محتملة يمكن أن تكون حجة أحد النقاد .. وهو أمر يحتاج إلى مجهود أكثر من المقالة نفسها !

آخر مقالة كتبتها وامتنعت عن نشرها مليئة بتشكيك منطق أفكارنا الإيديولوجية ..

والتي تسبقها .. تحدثت فيها عن نظرية MBTI و برهنت فيها أننا يمكننا نظريًا إيجاد 54 نوع محتمل لأشخاص يحملون نمط INTJ مثلًا .. وصلت لمرحلة توقفت عن نشرها لتصوري كمية الاعتراضات التي ستعارض فكرتي مع أني لدي اقتناع بمنطقي لأنه معتمد على نظريات تسبقه والقليل من الرياضيات ..

لي تاريخ من السوابق في الفشل المحتوم في اقناع الآخرين بأفكار معينة - سواء في الدين أو الأخلاق أو الحضارة - بالرغم من منطقية بعضها .. إلا أن الأسلوب الرائع والجذاب يلعب دورًا رئيسيًا أكثر من المنطق بكثير .. وهو شيء مزعج للغاية .. لدي نظرية حول هذا الأمر

المهم قررت ترك الكتابة كلها وترك جميع المجالات النظرية وجعل حياتي المهنية تتخذ مسار تطبيقي تمامًا .. لا أضطر فيه أن أقنع الناس بأفكار معينة .. يرون أمامهم شيء ولا يفقهون كيف بنيت تفاصيله حتى لو كانوا متخصصين ..

بداية احكم على المقال حسب وجهة نظري الشخصية، فبعد كتابته اترك الجهاز لفترة من الزمن ثم أعود لقراءة المقال وأحيانًا لا اجد أن أوصلت الذي أريده، ومن هنا انتقل للقيام بإحدى العمليات التالية :

• انقله إلى سلّة المهملات.

• احاول التعديل عليه وقراءته من جديد لمحاولة الوصول إلى شيء يُرضي.

• احاول كتابة مقال جديد كُليًا بعد حذف القديم.

• اتركه في سلة المهملات أو في الملاحظات عندي فقد استفيد من فكرة أو فقرة كُتبت فيه في مقالات ثانية خصوصًا أن مقالاتي تقنية وكل شيء مُتعلق بالآخر تقريبًا.

في حالة وجدت مقالة لم تنشر لسبب أو لآخر في المواقع التي أكتب فيها فسأقوم بنشرها في مدونتي الخاصّة لأني أؤمن بحرية التعبير طالما أنها ضمن حدود الأدب ولم تخرج عن النص.

أضيفها ل google drive حتى إشعار آخر..وحينما يأتي (هذا الإشعار) سأجد لها مكاناً.

نعم يمكنك القول أنني أعلقها على الحائط لعدة قرون حتى انتبه لوجودها فأنفض عنها الغبار وإرسالها في زورق لتبدأ دورة حياتها في عالم الانترنت.

لست مدونا ولم يسبق لي أن نشرت مقالات لي في أي مكان.

لكنني كتبت بعض المقالات التي كنت أود نشرها في منتدى (أيام المنتديات قبل سنوات) لم أنشرها لأنها بدت لي ركيكة جدا وغبية, وبأفكار ساذجة.

لذا تركتها في حاسبي ولم أحذفها وأتفقدها كل بضع سنوات لأضحك على نفسي فقط.

لدي مقال كتبته عام 2010 وآخر عام 2009 لا أحب حذف شيء كتبته.

حتى الخواطر التي كنت أكتبها أيام المراهقة والطفولة بالكراسات مازلت أحتفظ بها, أحب لمس تطور أفكاري وأسلوبي.

كما أنها بالنسبة لي تاريخي تعبر عني قبل سنوات مديدة لا أتخلص منها أبدا.

عادةً ما أحوّلُ هذه المقالات إلى مسودّات ورؤوس أقلامٍ للمقالات القادمة، بعض المقالات كتبتُ فيها ستّة نسخٍ أو أكثر، كلّ نسخةٍ منهم كانت نصًّا جاهزًا لبضع دقائق.

أنا أكتب على الورق، وما يُكتب في الورق يبقى في الورق بكل أخطائه الإملائية والفكريّة، فلا أستطيع حذفه أو تعديّله أبدًا. -إلا في حالة نزعّ الورق وإلقائه في القمامة:)- كنز ثمين أليس كذلك؟

ولكن أنا عمومًا لا أحذف أي عملٍ غير قابل للنشر -أو أيّ كلمةً أكتبها، لمعّنى أوضح-

إن كان المقال يحتوي لهجةً تهكميّة أو غاضبة أو إن كان يناقش قضيّة مجتمعيّة فأتمهل في نشره أو لا أنشره، إن طبيعة كل مقال هي التي تحدد قابليّة نشره أو لا، فلا أستطيّع أن أحدد أسبابًا بعّينها.

ذكرتني بمقالتين لم تنشرا مؤخرا لأسباب خارجة عن الارادة.. لازالت مخزنة في جهازي.. لكن عادة كل مقالة اكتبها انشرها

تبقى حبيسة الملفات النصية الأساسية ذات الامتداد .txt على جهازي، وإن أصاب جهازي مكروه لا سمح الله تذهب!.

أخباها لأفكار المستقبل فالكل مقال وقتها المناسب